"لقد أحببته كما يتقن الأطفال فقط حب أصدقائهم.. لا يوجد شعور إنساني جماله يماثل جمال الصداقة. ببسيط الكلام مثل هذه الصداقة تنبعث من الحماس والإعجاب، من الانغماس في الحياة، من فيض المشاعر والإفراط فيها لحد يجعلك تهديها إلى أحد ما."
حكايات بين جعبةٍ وأخرى
نبذة عن الرواية
صدر عن منشورات المتوسط كتاب "حكايات بين جعبة وأخرى" للكاتب التشيكي الكبير "كارِل تْشابِك"، التي قام بنقلها من اللغة التشيكية إلى اللغة العربية المترجم الفلسطيني برهان قلق وقدّم لها البروفسور لوبوش كروباتشك من جامعة تشارلز. يتوافق الإعلان عن هذا الكتاب مع ذكرى ميلاد تشابك، 9 يناير 1890. هذه هي الترجمة الأولى لتلك الحكايات باللغة العربية لكاتب يعد من كبار الكتاب العالميين، (في بلاد التشيك، يعرفُ الجميع من هو كارِل تْشابِك؛ التلاميذ يدرسونه في المدارس، فضلاً عن أنّ الكثير من الناس، من مُختلف الأعمار، ما زالوا يقبلون إلى يومنا هذا على قراءة كتبهِ بسُرور ويرتادون المسارح التي تُقدّم أعماله المسرحية في الوقت نفسه الذي خفّ فيه اهتمامُ غالبيتهم بالكتّاب الآخرين من بِدايات القرن العشرين. يُعتبرُ تشابك في عداد الكتاب التشيك الذين تُرجِمَت إبداعاتهم ولا تزال إلى اللغات الأجنبية، والذين حازوا تقديراً في الخارج أيضاً، خاصةً في الدول الناطقة باللغة الإنكليزية. وتؤدي دوراً مهماً في ذلك، ليسَت النكهة الفُكاهية لكتاباتهِ فقط، بل فلسفتها الإنسانية أيضاً، وكذلك الثقة بالجانب الطيّب في الناس وهَواجس التحذير من المَخاطر التي يحملها العالم المُعاصر في طيّاته) من مقدمة البروفسور الدكتور لوبوش كروباتشك للكتاب.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 450 صفحة
- [ردمك 13] 9789187373732
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية حكايات بين جعبةٍ وأخرى
مشاركة من nirmin hashoum
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
مبارك الهاجري
في طبعة أنيقة من دار المتوسط ينتصف " كارل تشابك " غلاف مجموعته القصصية الرائعة " حكايات بين جعبة وأخرى ". هذا الكتاب الذي قلبته في المعرض الفائت دون توصية من صديق أو إشارة من آخر، شيءٌ ما في الكتاب شدني، ربما اللون الأحمر الذي اتشحت به كلمة " حكايات " بين اسم المؤلف وتتمة العنوان، أو شبه تقطيبة تشابك تلك التي يميل بها للأسفل، أو لون الغلاف الهادئ، لا أدري بالتحديد، ربما كل هذا بالإضافة إلى تقليبي الخاطف للفهرس.
اخترتُ أن يكون الكتاب مرافقاً لي، وأحببتُ رغم ذلك أن أتمهل في قراءته، لم أنوي أو أنتهج في ذلك أن أجرعه سريعاً؛ حاولت أن أعيش مع بضع القصص التي أقرأها يومياً بعضاً من الوقت؛ وللحقيقة فقد قدم كارل في هذه المجموعة نوعاً فاخراً من القصص، ونمطاً يتماس مع القارئ في سرده وبنائه وتأملاته وعدسته التي يحضرها في نص دون آخر بحسب الحاجة. البديع وأنت تقرأ مثل هذه النصوص في فخامتها وجودتها وحيويتها أنك تنسى لوهلةٍ ربما أو أكثر أنها مكتوبة في بدايات القرن العشرين، وهذا بالضبط الذي يجعلك تتساءل في إعجابٍ مع نفسك: كيف له أن يتجاوز زمنه في كثير من الطرق التي صاغ بها قصصه ذلك الزمن ليصل إلينا على متن بناء جديد فاره، وفكرة خلاقة، تجد ذلك في " حكاية جنائي مسن " في المكان الذي يتحول لمغير، لظرفٍ ما غريب تقوم عليه القصة. كذلك في " العرافة " التي يتوافق القدر مع كذبها، أيضاً فكرة " واقعة قائد الفرقة الموسيقية كالينا "عن الأذن الموسيقية، من غير المقدمة التي يعرضها في أكثر قصصه على أنها حكاية يرويها شخصُ ما لآخر أو آخرين، وغير هذا في " برقية " و " طبعات أقدام " و" شاعر " التي يستخدم فيها الشعر على غير العادة كمعادلة رياضية تحل الألغاز والأحاجي، وهو الذي لم يكن سوى العرض الأكبر لعدة أعراض يتولى بنفسه الإفصاح عنها ( أي الشعر).
أحببتُ المجموعة، تعلقت بشيءٍ زكي من روحها، أعجبني الغوص في التحولات الإنسانية في مجموعةٍ من قصصه، هاوي السجاد الفارسي مثلاً، وهو يتحول من أجل تلك الهواية إلى لص ظريف فاشل، كذلك ذلك الذي يحب جمع الطوابع وسلكت به حياته طريقاً آخر لم يكن يعتقد أو يظن أنه سيسلكه بادئ الامر قبل أن تكشف له ظنونه تداعياً ما لنبل صديق صباه. أيضاً الإحساس بالخطر الذي شعر به أسرة الفتاة المبتعثة لمجرد وصول برقيتها لهم باللغة الفرنسية التي لا يعرفونها حتى تجهز كل واحدٍ منهم لإنقاذها، ظناً أنها في خطرٍ محدق، يتهاوى سريعاً ذلك الشعور بالنجدة حالما يفك أحد من يعرف الفرنسية رموز تلك البرقية، ليوضح أنها إنما تريد مالاً لأن محفظتها سرقت. وحتى لا أطيل أكثر أو أكشف ما قد يفسد على القارئ أقول باختصار: الكتاب رائع ويستحق الاقتناء.