استرجع قلبك
كتاب رائع إن لم أقل هو من بين الكتب الأكثر روعة التي قرأتها . أحيانا أحس ان حتى إختياراتي للكتب ليست عبثية إنما هي تسهيلات ورسائل ربانية لي .
كتاب مميز به طريقة مبسطة لبعض المفاهيم الدينية و التعاملات التي ننظر لها بشكل سطحي او مخالف . يمس عدة جوانب من بينها نظرتنا للإبتلاءات و النعم و توزيعها غير العادل ، الحب والهوى ، نظرة المجتمع للمرآة و نظرتها هي لنفسها ، المساواة بين الرجل والمرأة ، مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها علينا ، الصلاة و تهاوننا فيها ......
كثيرا ما فكرت بيني وبين نفسي حول الإبتلاءات - الكثير يختلف معي في هذه النقطة ، لكن تستحق التفكير- فمعظمنا يرى الإبتلاءات على أنها عين او حسد او سحر من اشخاص اخرين اذا كانوا ميسورين او ناجحين .صحيح العين حق والسحر مذكور في القرآن لا نقاش في ذلك ولكن ننسى أمرا مهما ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( و( وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) يعني اصابة بالعين او ماشابه الا بإذن الله . فالله لاينفذ اوامر البشر و ليس بظلام للعبيد إذن لماذا تمكن منا الحسد والعين والسحر، هنا مربط الفرس . كما يراها آخرون إبتلاء لقوة الإيمان حقيقة الابتلاءات لقوي الإيمان مثلما أبتلي الرسل والأنبياء فنجد ان الكثيرين يغترون حتى في الابتلاءات ان الله ابتلاهم لقوة ايمانهم لكن السؤال المطروح هل حقا نحن قويي إيمان يعني هل صلاتنا خاشعة ؟ هل نصوم رمضان ايمانا واحتسابا ؟ هل نحن بارين بوالدين الى درجة اننا لا نتذمر حتى بين انفسنا ولا نرفع اصواتنا عليهم ؟ هل حقا لا نسيء الظن بالآخرين و لا نتكلم على الآخرين في غيابهم ؟ هل وهل ؟ أنا أرى انها تعتبر عقاب او تكفير للذنوب التي نرتكبها سيقال لي أي ذنوب . نحن دوما نرى الذنوب فقط الكبائر لكن ننسى الذنوب الصغيرة مثل عدم الخشوع في الصلاة ، الغيبة ، عدم إرضاء الوالدين بشكل تام ، سوء الظن بالآخرين و الشك ...... يعني لما نصاب بعين او بإبتلاء يجب ان نراجع انفسنا و تقصيرنا نحو الله وعلاقاتنا مع البشر لهذا الله أذن للعين ان تصيبنا و إبتلانا . صحيح أن الابتلاء هو دلالة على حب الله لأن الله لا يبتلي الا من يحبه سواء كان يختبره او يعاقبه حتى في العقاب هو يحبه بحيث ينقيه من ذنوبه في الدنيا ليصل إلى الآخرة صافيا من الذنوب ولكن لا يجب ان نعاني من طول الأمل و نغتر بالإبتلاء ونقول انه حب الله بل يجب ان نراجع انفسنا ونصلحها
دوما نرى ان الابتلاء يكون فقط بالأمور السيئة ولا ابتلاء في السعة حتى سعة الرزق و التدين تعتبر ابتلاء في بعض الاحيان لكي يختبرنا الله عندما يغرقنا في نعمه و يعطينا ثقافة دينية ويرى ما مدى شكرنا له و كيف نتصرف و كيف ننظر للآخرين . أحيانا النعم تجعلنا أكثر بعدا لله وأكثر جحودا و تكبرا فنغرق في النعم و الملهيات وجمع المال و النجاحات و التدين يجعلنا نرى كل مقصر مآله لنار جهنم و نحن للجنة مآلنا كأننا نحن من نقسم البشر بين جهنم والجنة
كما نرى غالبا الابتلاء في المشاكل والبعد والفقد ونقص المال ووو لكن أحيانا ضمن هذه تكون النعم . يحرمنا الله من مناصب و صفقات و زيجات لكي يحمينا منها فأحيانا مانكره فيه خير لنا و مانحبه فيه شر لنا و الله أرحم بنا من أمهاتنا و حرَّم على نفسه الظلم ولن يظلمنا ابدا فيما حرمنا وابتلانا
أمر مهم جدا نغفل كثيرا عنه ألا وهو الصلاة هناك من لا يصلي وهناك من يصلي ويترك وهناك من لايصليها في وقتها وهناك من يصليها ليرتاح منها و هناك من يصليها دون خشوع لا أحد منا يضع هذا الحديث الشريف نصب عينه يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وأن فسدت فقد خاب وخسر) . أكثر شيء نستهين به الصلاة و لا نحاول ابدا اصلاحها رغم محاولاتنا لإصلاح انفسنا ومرة سمعت قصة شخص احس بضياع حياته و لم يعرف كيف يبدا الاصلاح كلما مرة يحاول فيها لا ينجح الى ان فكر ان يصلح شيء واحد فقط هو صلاة الفجر و مجاهدة نفسه على صلاتها و بالتدريج بدأ كل شيء يصلح حتى عمله رزقه نومه اسرته ، ألا تحتاج التفكير لنصلح صلاتنا هي العبادة التي نكون فيها أقرب لله
كتاب رائع جدا حقا مع كل كلمة فيه تحس ان قلبك كان مسلوبا منك بهوس الحياة وحب الدنيا و انه حان الوقت لاسترجاعه
انصح الجميع بقراءته و ارتجالا مني احس ان كل من وصله هذا الكتاب أراد الله به خيرا