أول مرة أقرأ للزميل الفذ حسن كمال ، و أنهيت الكتاب في ظرف ساعتين ، كتابه ( الذين لبسوا البالطو الابيض ) الصادر عن دار الشروق من القطع الصغير، كتاب ملهم لطبيب ، يمثل في كل فصلٍ منه نواحي المأساة في القطاع الصحي في مصر ؛ الأمر الذي ينسحب على العرب الآخرين في هذا المحيط البشري الهادر . الكتاب هو قصة عشمان الذي أفنى سني عمره في كلية الطب ، بل لِنَقُلْ هي مذكراته الشخصية التي أهداها للأستاذ حسن كمال ، بعد أن قرر اعتزال عالم الطب . الكتاب من عدة فصولٍ متسلسلة تروي حكاية عشمان بالترتيب ، في كل فصلٍ من الكتاب قصة تنتهي بقفشةٍ مضحكةٍ - مبكية ٍ إن فكرت فيها - هذه القصص تتعامد فيها طموحات عشمان مع كل مطبات الحياة ، و مع كل فكرةٍ مسبقةٍ عن الطب - المهنة التي يحلم بها الملايين - و ليتها كانت مهنةً حقيقية . تختلط العامية المصرية بالفصحى في تناغمٍ رخيم على طول الصفحات ، و يبدو النص الخفيف أثقل بكثير من مجلدات الطب الكبيرة . نحو نهايةٍ حتمية يبدو للقارئ الحالم منها بصيص نحس جامعة "هيرو" و حياة الطلبة فيها .
كتابٌ ممتع و شيق ، يستحق القراءة .