يشكل الكاتب بحكاياته عن فصله الدراسي لوحة فسيفساء للمجتمع المصري بمكوناته المتنوعة. و يتركك في حيره؟! هل الصورة الجماعية للفصل و المدرسين هي شخصية بالفعل و تؤرخ لمرحلة شبابه ؟! أم هي بالغالب روائية ، تعرض المجتمع و أحواله حينها و تمثل مؤسساته المختلفه بشريحة الأساتذه قبل الطلاب من طبقات المجتمع الحاكمه و المتوسطة و الفوق متوسطة، و ذلك في نهاية عصر الملكية و بداية الجمهوريه ؟!!
المؤسسه الحاكمه ممثله في شخصية الناظر القوي و الحازم و الذي يكتنف الغموض حياته الشخصية بعيدا عن أعين طلابه أو رعاياه.
المؤسسات الداعمه من المدرسين بنوعياتهم المختلفه، مدرس رقيب للناظر و عينه علي مجتمع المدرسه ، أو مدرس يبحث عن المنفعة بتعيين أقاربه ، و آخر مجتهد و ذو رساله نحو علمه و طلابه.
الرعايا من الطلبه و شرائحهم المختلفه، الطالب المتسلق حامل الحقائب للمدرسين و عينهم على زملائه رغبة منه في التقرب من السلطه، و آخر ذو علم و ثقافه شكلت طريقه للتميز و النجاح، و العديد من المتعصبين للأيدلوجيا سواء طبقية.. سياسية أو دينيه، و كذلك المزهو بنفسه مطاردا متع الحياه بلا رقيب و لا حسيب، و أيضا بسيط الحال المستحق لتميز ما يسلبه منه صاحب الجاه أو العلاقات فينكفئ في غياهب الخذلان و أخيرا المتسرب من إنهاء تعليمه لعدم الإهتمام أو التعرض لظروف خارجه عن إرادته.
الكتاب في المجمل هو لوحة فنية روائية رسمها الكاتب بألوان متنوعه و أبطالها تجذبك تنوع شخصياتهم منذ البدايه و حتي النهايه.