بدأت بمتابعة المسلسل التلفزيوني الشهير "لعبة العروش" منذ بداية اصدار أول موسم له وبقيت حتى بضع حلقات من الموسم السادس وأنا غير عارف بأنه مبنى على سلسلة من الروايات. هذه المعرفة الجديدة أشعلت قدراً أكبر من الفضول ورغبة حارقة في مطالعة هذه الروايات.
لسعادتي الغامرة وجد من يقوم على ترجمة الروايات وطبعاً اقتنيت ما صدر منها حتى الآن (الروايتان الأولى والثانية). عندما بدأت قراءتي للعبة العروش كانت خيالاتي لا تطيق صبراً عن الوصول إلى نهاية الرواية السابعة وبدأت استوحش فكرة أن هناك 5 روايات كاملة لم يتم إصدار ترجمتها بعد... لم أكن اطيق صبراً. مع التهامي لصفحات الرواية وانتقالي من المجلد الأول إلى الثاني (نعم... الرواية تتكون من مجلدين) واقتراب النهاية تمنيت أن لا أصلها أبداً وأن تستمر الاحداث إلى مالا نهاية.
قد يعتقد البعض أن قراءة الروايات أو مشاهدة المسلسل التلفزيوني سيحققان نفس الأمر وبالنسبة لي لم يكن هذا الأمر صحيحاً. الروايات تحتوي على كميات إضافية من التفاصيل التي تم فقط ذكرها بشكل سريع في المسلسل أو لم يتم التطرق لها أبداً. أعمار الشخصيات تختلف في كثير من الحالات عن ما هي في المسلسل فالكثير من الشخصيات في الرواية بأعمار الاطفال لا تتجاوز الرابعة عشرة بينما لم يكن من الممكن تحقيق ذلك في المسلسل خاصة مع الشخصيات النسائية مثل دنيرس وليدة العاصفة وأم التنانين.
القدرة العبقرية للرواية تتجلى في طبقات فوق طبقات من التفاصيل عند سرد الاحداث وحتى عند سرد الخلفيات التاريخية التي سبقت تلك الاحداث وسبقت ما سبقها. بالرغم من ذلك فالغموض يكتنف العديد من الأركان التي تقوم عليها الرواية والأحداث ولن يدعكم الكاتب تهنئون بالمتعة بدون أن تبذلوا الجهد المستحق من طرفكم. عليكم التأقلم من الكثير من أسماء العائلات التي تعيش في هذا العالم الخرافي وسيواجه القارئ مواقف لا تحصى من التقاطعات المعقدة بين تلك العائلات... بين أفرادها بعضهم ببعض. الجغرافيا والتاريخ للعالم الذي صنعه جورج مارتن يضيفان بحد ذاتهما طبقات أخرى من التعقيد والتشابك للأحداث المتسارعة بجنون لذيذ.
لا أدري ماذا يمكن أن اضيفه أكثر لمراجعتي عن هذه الرائعة إلا أن أطلب منكم عدم حرمان انفسكم من متعة قراءتها.