استغرب حسن هذا الصمت وهذا الجمود، وإذ به يرى الغولة على التلّة، شعرها منكوش، جالسة، وتجرش القمح بالجاروشة أمامها. فهم أنها هي التي حوّلت سكان المدينة إلى أصنام! اقترب منها وقال:
- سلام عليك يا خالتي الغولة!
أجابت:
- لولا سلامك لم يسبق كلامك،
كنت "خلّيت" الذباب الأزرق يسمع سحق عظامك!
قال:
- دعيني أساعدك وأجرش بالجاروشة!
جرش بالجاروشة، وأطعمته من جرشتها، وقالت له:
- أكلت من طحيناتي
صرت مثل وليداتي!
فهم أنه تحت حمايتها الآن، وفكّر بطريقة ليعيد الحياة الى المدينة.
ذبح كل يوم غنمة من غنماته، وأطعمها، وسايرها، وأسمعها الكلام اللطيف، إلى أن حان الوقت لتنام. تنام الغولة 10 أيام ثم تستفيق 10 أيام لتجرش.
نادته وقالت له:
- يا حسن! سأنام 10 أيام. هذه 10 مفاتيح لتتنقل في القصر كما تشاء! افتح 9 غرف، وإياك أن تقترب من الغرفة العاشرة!
أخذ المفاتيح وقال لها:
- تعالي يا خالتي الغولة! نامي علي ركبتي!
وضعت رأسها على ركبته وغفت. عندما نامت وتأكد أنها غفت، سحب رجله ووضع حجرا مكانها، وراح يفتح الغرف. الواحدة تلو الأخرى. كل واحدة أجمل من سابقتها. الغرفة الأولى كلها أقمشة ثمينة، والغرفة الثانية كلها سجّاد، والثالثة كلها تحف نحاسية، والرابعة حجارة كريمة، والخامسة والسادسة، وفتح، وفتح، حتى وصل إلى الغرفة التاسعة! ذهل عندما رأى الجماجم والعظام والأعضاء المرمية يمينا ويسارا! ارتبك وخاف، لكنه لم يستطع أن يضبط نفسه، ففتح الغرفة العاشرة! وإذ يرى فرسا مربوطة اليدين والرجلين، تتدلّى معلّقة في سقف الغرفة!
حكايات وحكايات؛ حكايات شعبية من لبنان -الجزء الثاني
نبذة عن الكتاب
عام 1978 أسّست نجلا جريصاتي خوري، مع جمع من الفنانين والمربّيات في بيروت، فرقة "صندوق الفرجة" للمسرح والدمى. وفي رحلة البحث عن نصّ مسرحيّ قيّم وممتع للطفل، اكتشفت خوري أنّ التراث الشفوي الشعبي هو الكنز المفقود والمنشود، فبدأت التنقيب عن الحكايات الشعبية. وها هي اليوم تُصدر نخبة منها في كتاب من جزأين صدر عن "دار الآداب" (2014). "حكايات وحكايات" كتاب يحوي مائة حكاية شعبية من لبنان، جمعتها خوري على مدى 30 عاماً من أفواه رواتها الأصليين، الذين نقلوها بدورهم عن آبائهم وأجدادهم.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 558 صفحة
- [ردمك 13] 9789953892825
- دار الآداب
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
116 مشاركة