اقتباسات من كتاب قضايا قاتلة

وفي إحدى خلفيات الانتقال هذا أن الناصرية، بكاريزما صاحبها، كما بالسد العالي والوحدة وسائر"المنجزات" بقيت غريبة عن شعبها المفترض، إما بسبب الديكتاتورية العسكرية، وهي حائل دائم، وغما بسبب تولي السوفيات والأوروبيين الشرقيين مهمات البناء

ما يبنى في دبي فرجة بلا مشاعر. فمن يبحث عن مادة رومنطيقية أو مثيرة للحنين أو للتأمل فعن عبث يبحث.

فالبعث، إذًا، بقي في نطاق العنصرية البدائية والفظة التي لم يتسن له تطويرها. ذاك أنه لم يتمكن من مغادرة مرحلة فكرية زراعية، أو حرفية، إذا صح القول، هي كائنًا ما كان النعت الأدق، مرحلة ما قبل إنشاء خطاب مؤدلج ومُصنع

البعثية ظلت أقل وأدنى من أن تنتج إيديولوجيا متجانسة، فاقتصرت على خطب حماسية وشعرية وعموميات أخلاقية ضعيفة المعنى

بدا " العدو" في الخرافة البعثية العراقية أشد اضطرابًا وتقلبًا منه في الخرافتين النازية والستالينية. ف"اليهودي" في النازية، و"الكولاك" أو العدو الطبقي والموضوعي في الستالينية، أكثر ثباتًا وديمومة بلا قياس من الفارسي واليهودي والكويتي والأمريكي في أدبيات حكم صدام وآلته الإيديولوجية

إن افتقار البعث العراقي إلى الشعبية، قياسًا بالحزب النازي الذي وصل إلى السلطة برلمانيًا، رافقه افتقار آخر قوة الخرافة القومية التي رفعتها النازية الألمانية إلى مستوى الديانة، واستطاعت بذلك أن تستخدمها لحمة في توحيد الأمة