ليس الذوق في أن تلبس ثياباً في منتهى الجودة من حيث قماشها وتفصيلها وانسجام ألوانها. بل الذوق ان تكون كلّ دقيقة من حياتك في غاية الجودة من حييث ما تعمل فيها وما تفكر، ومن حيث انسجامها مع من حولك وما حولك من الناس والأشياء والأحداث.
فأنت لو لبست أفخر الملابس، وتحليّت بأنفس ما في مخازن العالم من جواهر، لبقيت في واد والذوق الرفيع في واد ما دام في قلبك غشّ وفي فكرك فساد. وكنت أرفع ذوقاً، وبالتالي أحسن حالاً، لو أنك لبست المسوح ولكن بقلب نقيّ من الغش، وفكر طاهر من الفساد.
دروب
نبذة عن الكتاب
" يعروني ذهول، كلما فكرت بالدروب التي تشكلها الحياة في داخلي وفي الأكوان من حوالي. وأبدأ أول ما أبدأ بجسدي، وهو ما بان مني لناظريّ، وأنظار غيري من الكائنات الحية في الأرض، فيدهشني من هذا الهيكل العجيب أنه شبكة هائلة ومحكمة الصنع من الدروب المتواصل المتقاطعة التي لا تنفك مكتظة بسالكيها في كل لحظة من وجودي. فلكل نسمة هواء أتنشقها، ولكلّ قطرة ماء اشربها، ولكل لقمة طعام أبتلعها دروب إلى جسدي وفيه ومنه. وأما تلك الكريات التي منها يتألف دمي، سواء أحمرها وأبيضها، فلا تسل عن الدروب وللحرارة دروب. وكذلك للمرض والعافية وللتعب والراحة... ولكل فكرة وشهوة، وكل حركة وسكنة من حركاتي وسكناتي. وهل عيناي وأذناي ويداي وأنفي وفمي دروب يسلكها العالم الخارجي إلى داخلي فتنطبع في ذهني أشكاله وألوانه، وأصواته وملامسة، وروائحه وطعمه؟ فإذا بي أستأنس، وأنفر من بعضها ".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2000
- 220 صفحة
- دار نوفل
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفره
67 مشاركة
اقتباسات من كتاب دروب
مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
" دروب " لحكيم الزمان: ميخائيل نعيمة، من الكتب التي تقرأ على مهل، الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات كتبها نعيمة في زمانه .. إلا انني وجدته يحاكي فيها زماننا أكثر، بيد ان الوضع الذي أشار إليه نعيمة في مقالاته لم يتبدل ولم يتحسن حاله مع مرور الزمن، وهذا ما جعلها ملائمة لزماننا.
يعجبني أسلوب نعيمة في الطرح واستخدامه القوي للغة العربية الذي يجعل كتاباته ممتعة وجميلة .. رائع ميخائيل نعيمة
-
tarek hassan (طارق حسن)
ميخائيل نعيمة اسميه حكيم الزمان, سحرتني هذه الافكار التي صدرت عن انسان عاش مئة عام قضاها بالقراءة والفكر والتأمل. ياليت استطيع ان اقضي ما تبقى لي من عمر ووقت كما فعل هذا الحكيم