ثلاثة براميل سقطت بصورة متتالية، إضافة إلى قنابل عنقودية. هبطنا درج المكتب بسرعة كبيرة. مارتن والصحافي الإنكليزي حملا الشاب ذا الساق المكسورة، وهبطا به. وقفنا أمام باب المكتب. كان جمع من الشباب قد ظهر أمامنا. لم نعد نعرف أين سنذهب لأن الطائرة لا تزال في السماء. الليل حلّ، ويبدو أن قنبلة عنقودية سقطت بالقرب منّا. دعانا الرجال إلى الذهاب معهم لكنني رفضت. قلت لمارتن أنني لا أعرفهم، ومن الأفضل أن نعود، لأن الشباب حذروني من حالات الخطف. خروجنا لن يفيد بشيء، يجب أن ننزل إلى الملجـأ
بوابات أرض العدم
نبذة عن الرواية
لا بطل سوى الموت. لا قصص يرويها الناس سوى عنه. كلّ شيء قابل للنسبية والاحتمال، إلا بطولة الموت المطلقة. أو لحظة خارجة عن السياق الزمنيّ، هي تلك اللحظة التي كنّا نجتاز فيها الأسلاك الشائكة ليلا. نعبر التيه إلى التيه، حيث حفر الشباب بوابة لمرورنا. كنا نركض حينا، ونسير على مهل حينا آخر. تلك اللحظة المتأرجحة في سؤال المنفى والوطن. هناك على طرفي السياج، كانت الأجساد تخرج فجأة من الظلام، ونسير كالعميان. تحتكّ كتفٌ بأخرى. نسمع صوتا يقول: "مساء الخير". صوت يروح، وصوت يأتي، وكأننا قطط سود، لكنّ عيوننا لا تلمع. المسافة الحدودية التي صار السوريّون يختفون في الليل تحتها، ليست كبيرة. يدخل ناس ويخرج ناس، يتقاطعون عند مسافة سلام الليل.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 435 صفحة
- [ردمك 13] 9789953894874
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
46 مشاركة