اقتباسات من رواية جرعة نيكوتين

اعزائي البؤساء

الذين يطيلون النظر علي اشياء قد لا تعني شيئا بالنسبة للاخرين .. الذين يصمتون حينما يمدحهم الجميع .. ويبتسمون حينما يتطاول عليهم البعض .. هؤلاء من اعتادوا الهروب من التجمعات العائلية .. اصحاب الالقاب التي نسبت لهم دون الناس (الغبي ..الانطوائي ..الغامض ..الصامت ..المريب ..الخبيث ..المجنون ) كل هؤلاء من اعتادوا السهر طويلا امام الحاسوب حتي يغلبهم النوم ..من اتهمهم الجميع بالسلبية والهروب من المواقف الحرجة ..من سخر منهم الجميع لأفكارهم الغريبة وعاداتهم الاغرب ، اصحاب الابتسامات البسيطة ، والمزاج المتغير ؛ اصحاب الآراء العجيبة ، والاذواق المختلفة ..هم من تقف امام اففعالهم تتساءل أي دين يؤمنون به و أي وطن ينتمون اليه و أي عرف او قانون يحاكمون به ..من لا يبدأ يومهم إلا بفنجان القهوة ، وينتهي بالحنين اليها .....

طابت حياتكم ايها الاعزاء ..تمنياتي لكم بالموت جميعا ، خوفا من تدنيس قلوبكم الطاهرة بالعفن الذي يحيطنا جميعا!!

-وما نظريتك لهذه البلده...؟

- لا أعرف.. يحدثونني عن الآمن، ولا زلت أشاهد زخات الرصاص تملأ شوارعنا.. يتباهون بالسلام وآثار المدافع تزين بيوتنا.. يرونها دولة الدين، وأكاد أقسم أن لا علاقه للدين بها.. يحدوثنني عن روعه أشجار المدينه، وأنا أراها صحراء جرداء خاليه من كل شئ.. أود أن أسأل الله إن كان هؤلاء القوم ظالمين، فلم لم تصب غضبك عليهم إلى الآن..!

حياتنا ورقة بيضاء .. في الصغر كنا نراها بيضاء تماماً ولم نبالِ بالنقطة السوداء في منتصف الورقة.. كبرنا ولم نكن نتوقع أن الحياة تتلخص في هذه النقطة.. فقط صرنا نتعامل مع كل هذا العفن بمزيد من المسكنات. ما بين جرعات الأمل والتفاؤل والصبر والصمت هناك جرعة أخرى كـ (جرعة نيكوتين).

 

في الكتابة أجبرت الجمیع على الانحناء لھا تقدیرًا واحترامًا لأفكارھا العمیقة.. نعم من عاش وسط ھذا الكم من الأحداث المؤلمة في صغرهِ حتمًا سیُبدع.. حتمًا سینفرد مع أبناء جیله بالقمةِ لا محال

‎لا أحد يستحق أن ينام وهو لا يشعر أنه كافيًا في حياة أحد، أو في قلبه سنين من البكاء بسبب كلمة قاسية من أي شخص، لا أحد يستحق أن ينام وهو يتألم.

أشرقت شمس الحرية أخيرا أنا لست سجينة أحد أنا حرة ، بلا ماضي ولا مستقبل ، الكل خذلني لكن الأمل لم يخذلني ونهر الصين في فرنسا ينتظرني ، والماضي يطفو على سطحه ويذهب بعيدا حيث يتلاشى، وأبقى أنا هنا على ضفافه أنشد لحريتي ٠٠٠

فالحضن هو أضيق الميادين اتساعًا!

أشعر بالغربة

للأسف يا صغيرتي لقد امتلأ مجتمعنا بالذئاب البشرية.. الفقر العاطفي كفيل بأن تكوني لقمةً سائغة في فم أحدهم. ما إن تضعي أنوثتك وأحلامك بين ذراعيه سيلتهمك دون رحمة.

-بالتأكيد في بدايةِ الأمر ستشعرين بكل متع الدنيا.. سيضع لك من وريده طريقًا تمشين عليه.. يعدك بجنة الأرض.. يُحاول جاهدًا أن يعوضك ما ينقصك في الحياة.. يتغنى باسمكِ بين قصائده.. يُقسم لكِ أن الحياة لا تكتمل إلا بكِ.. سيعطيك كل وقتهِ ومالهِ ومشاعرهِ في سبيل افتراسك.. تشعرين معه بكل ملذات الحياة.. تتمنين ولو اختفت البشرية لتبقي أنتِ وهو وحدكما في الأرض. ومن ثَمَّ، وحينما يكتمل الفخ المنصوب لكِ منذ البداية، سيطردك

حين تقع في الحب اغرق وحب بكل ما فيك من عاطفة، لكن لا تنسى مقولة حسن البصري حين قال:

⁠‫«أحبوا هونًا وأبغضوا هونًا فقد أفرط قوم في حب قومٍ فـهلكوا، وأفرط قوم في بغض قومٍ فهلكوا».

«الأشياء الجميلة تأتي متأخرة دائمًا يا صغيرتي».. هذه كلمات جدتي لي عندما كنتُ صغيرة.. وجدتي سيدة لا تكذب، صدقيني يا ...

-لماذا تقفين في الشرفةِ في وقتٍ متأخر كهذا؟

‫ -أنا أنتظر شيئًا ما.. لا أعرفه لكنه يعرفني.. سيأتي لا محال..