“من أهم الكتب التي قرأتها على الإطلاق ، وأكثرها تشويقاً وتحبيباً بالتاريخ الذي قضيت سنين في كره قراءته.
جعلني أكتشف بأن كل حرف درسناه في كتب التاريخ المدرسية عن أي شخصية أو حدث أو معركة كان محرفاً أغلبه.
فالشخصيات الإسلامية العملاقة في تاريخنا تم إهانتها والتقليل من شأنها بل واختلاق الأكاذيب ودعم الشبهات حولها .
وأي شخصية غربية وضيعة ذُكرت في مناهجنا، جُعل منها عملاقة وفاتحة ومحررة، واحتلال بلادنا جُٰعل إعماراً لا تخريباً.
وتم التركيز على كل ما من شأنه تحبيط العزائم والحط من الهمم، وإغفال البطولات والفتوحات التي بدأها -في أغلب الأوقات- رجل واحد في أكثر الأوقات صعوبة وقساوة.
عدا عن تحريف سير العمالقة الخلفاء و المؤمنين والفاتحين بأكاذيب انطلت علينا "كفسق هارون الرشيد ، وطمع الفاتحين وخلافاتهم و الذي أدى لسقوط بلاد أو عدم القدرة على تحريرها ، أو تخريب وإرجاع الدولة العثمانية للامة الاسلامية قروناً الى الوراء!!!" وأكاذيب أخرى جعلتنا نظن أنه لم يكن هناك يوماً خليفة مؤمن أو قائد ورع من بعد عمر ولن يكون !! ولكن كان، وهؤلاء هم من تم تقبيحهم في أعيننا بأبشع التلفيقات في مناهجنا المدرسية الـ "المحترمة".
أما هذا الكتاب فلم يكن كتاباً لسيرة حياة هؤلاء المائة ، بقدر ما كان دحضاً لأكاذيب، وتصحيحاً لمفاهيم، وسرداً للمحات من بطولاتهم والأسباب التي ساعدتهم على تحقيقها في ما يقارب ثلاث صفحات لكل منهم .
فمع كل مفهوم خاطئ صُحح لدي كان حزني يثار لأقصى الدرجات ، لجهلي بهم وتشكيكي وفي بعض الاوقات : تحقيري لهم، نتيجة ما تم حشوه في رأسي ورؤوس الكثيرين معي.
أسلوب القصص كان ممتازاً لا يشعرك بالملل إطلاقاً بل كان يفيض تحفيزاً وبعثاً للهمم وشداً لقراءة المزيد وتشويقاً ، ويملؤك استغراباً لحقائق وشخصيات تقرأ عنها لأول مرة ، ولم تدري بوجود مثيل لها من قبل.
ذُيلت كل قصة بتمهيد للشخصية التالية على شكل أسئلة تشويقية تجعلك تقرأ الكتاب قصة تعقبها قصة دون أن تشعر بالوقت يمر أو بالصفحات تتراكم .
قصص كثيرة وقفت عندها وأثارت إعجابي الشديد. منها قصة فاتح امريكا "بيري رئيس" وقصة المحارب الثالث عشر "ابن فضلان" والاخوة "بربروسا"، و "زومبي" و"سليمان القانوني" و"سليم الأول " وقصص كثيرة أخرى رفعتْ حاجبيّ إلى أقصى حد ممكن، ودفعتني لأقاطع أختي عن دراستها عشرات المرات لأقرأ لها العجائب التي قرأت.
وعلى غير عادتي كنت اقرأه ببطء شديد لشدة إعجابي به، لئلا ينتهي بسرعة فأشعر بالوحدة من بعده. فقرأته على مدى شهر ونصف ، وسأعود له حتماً.
كتاب قلما نجد له مثيلاً ، ويستحق النجمات كاملة للتقييم. جزى الله كاتبه خيراً ، وننتظر بفارغ الصبر جزأه القادم