"يا مدرك الثارات ادرك ثارنا
واحفظ على أولادنا أخبارنا
ونحن قوم لا نضيع جارنا
وقد جعلنا موتنا أعتذارنا"
الشعر، والحديث منه خاصة، يستمد من الاساطير وقصص الاولين، بطاقة عبور الى عقول وأفئدة القراء، فيتمكن الشاعر من ايصال المعنى بسهولة ويسر من خلال هذا التراث وتلك الاساطير .
وغالبا لا يرجع الانسان الي اساطيره الا في انكساراته، وفي حالات ضعفه، لتمده بالقوة وليتجاوز هزائمه وخيباته، وربما ليتقمص روح هذا البطل الذي لا يقهر، البطل المخلص، لعله يواجه واقعه بشيء من الصلابة .
من خلال اسطورة كليب والزير سالم يستحضر أمل دنقل تلك البطولة الغائبة و الروح القتالية، التي كانت عند العرب القدماء، لعله يخرج من اصلابنا من يأخذ بثأرنا.
وكما يقول تميم البرغوثي "لكن شجاعات الرجال معدية" فهل تصيبنا حمية جساس لجارته بالعدوى، او نعدى من الزير بالثأر !!؟
هذا الديوان وان كان يسرد قصة حرب البسوس، الا انه لا يحدثنا عن بالعصر الجاهلي ولا حرب البسوس انما يحدثنا عن عصرنا الحالي وحربنا القائمة وثأرنا الضائع، هي رسالة سياسية ارسلها أمل دنقل ليقض مضاجع المهادنيين وليحاول أن يشحذ الهمم - ان بقيت هناك همم - فهي صرخت ارسلها ل محمد أنور السادات، بان لا تصالح المعتدي
برأي هذه الصرخ ليست موجهة للسادات فقط، وانما لكل عربي شريف، وان صالح السادات وان صالحت مصر وان صالح كل حكام العار، فالأهم ان لا يصالح الفرد العربي حتى ولو لم يكن له حول ولا قوة، بان يقاوم وان لا يصالح ولو كانت مقاومته فقط في دماغه بان لا يقبل فكرة السلام مع العدو بان لا يصالح ولو في مخيلته .
ما يؤسفني ان كثيراً من القراء، قرأوا هذا النص على انه حكاية من حكايا الحكواتي . انتهى .