"تقول 'ديفيد' كأنه ليس مجرد اسم، بل مقدمة لشيء أطول وأكثر تعقيدًا، مونولوج، معاناة، قصيدة، سيرة ذاتية، نبوءة، أو ذلك كله معًا، ولكن مهما تكن البقية، فهي مسكوت عنها." - الباب الأزرق للكاتب الجنوب أفريقي أندرية بلينك 🇿🇦
انتهيت من قراءة رواية الباب الأزرق للجنوب أفريقي أندريه بلينك (ترجمة أحمد شافعي وإصدار الكتب خان)، وهي رواية قصيرة تنتمي إلى قالب الأبواب المنزلقة التي قد يدلف المرء عبرها إلى واقع بديل أو عالم موازي يُشكّله خيال المؤلف. عادة ما يسبق ذاك "العبور" إلى واقع مغاير حادث أو صدمة أو أزمة شديدة تؤدي إلى تشويش ذهن بطل العمل وتدفعه إلى الهروب أو الانسحاب أو التقوقع مما ينعكس في سلوك يتأرجح بين الهذيان وأحلام اليقظة.
لا تشذ هذه الرواية عن القاعدة، إذ تبدأ بحلم مزعج يؤرق ديفيد (بطل العمل) ويجعله يتساءل عن معنى تلك الرؤيا، قبل أن تتحول حياته بأكملها إلى حلم ضخم يرتبط فيه بامرأة غير زوجته ويصير والدًا لأطفال لم يرهم من قبل. تتسارع وتيرة الأحداث وسيرياليتها حين يبدأ ديفيد في اختبار سيناريوهات تم إجهاضها لحيوات كان من الممكن أن تكون له لو أنه اتخذ القرار في حينه أو لم يجبن في مواجهة المجهول.
تحمل الرواية مفاجآت عديدة، وتدعو إلى التأمل في خياراتنا وعواقبها، وقد جاءت نهايتها موفقة ومفتوحة لكل القراءات، إلا أن المعالجة الأدبية تفتقر إلى المزيد من العمق في التعاطي مع الأبواب المنزلقة، وهو عمق في المتناول إن أفرد المؤلف مساحة أكبر لتيار الوعي.
#Camel_bookreviews