إستكمالاً لمسيرة القراءة لأعمال كافكا
مع الجزء الثاني من الأعمال الكاملة له والتي صدرت مؤخراً من دار العربي للنشر بترجمة "خالد البلتاجي"
والذي قام بترجمتها من اللغة التشيكية ( على الرغم من أن الكاتب لم يكتب باللغة التشيكية) واستند فيها المترجم لهذه الاعمال على نسخة المترجم التشيكي "فلاديمير كافكا" والذي ترجمها من الألمانية
وكما قلت سابقاً أي أنها ترجمة عن ترجمة
تعتير ترجمة هذا الجزء أفضل نسبياً من الجزء الأول
كما ان قصصه أكثر وضوحاً
وهنا تجد الريفيو للجزء السابق لان هذا الريفيو يعتبر تكمله
****
بدأ هذا الجزء بمقدمة بقلم "يوسف تشيرماك" بعنوان "كافكا وبراج" والتي اعتبرها مقالة أكثر منها مقدمة لهذا الجزء
ولهذا أسأل لما لا توجد مقدمة للمترجم في هذا الجزء يتحدث فيها عن محتواه والقصص التي تضمنها ؟؟!!
وعند الانتقال للقصص فيجب ان تكون البداية عن القصة المختلفة عن كل ما قرأت لكافكا حتى الأن
وهي قصة "الزوجان"
فهي تعتبر نوع مختلف عن الطريقة التي يكتب بها قصصه عادة
فلأول مرة يستخدم عنصر المفاجأة في الاحداث
فكما قلت سابقاً تعتمد أكثر كتاباته على ذكر مضمون القصة في بدايتها لتواجه بعد ذلك تفاصيل كثيرة وحوارات داخلية وإظهار نفسيات الأبطال !!
اما قصة "سور الصين العظيم"
فيغلب عليها الطابع السياسي إلى حد ما ولكن كالعادة لا استطيع أن اؤكد أي شئ بخصوص كتابات كافكا
أما عن قصة "تقرير إلى الأكاديمية"
عندما قرأت عنوان القصة "تقرير إلى الأكاديمية" لم أتوقع ابدا يكون التقرير عن حياته السابقة كقرد !!!
فما هو شعورك عندما تقرأ في بداية القصة ما يلي :
"تشرفت بتلقي دعوتكم الكريمة لي لكي أقدم للأكاديمية عن حياتي السابقة كقرد" !
إنه كافكا ياسادة :D
"هو"
يُفترض أن تكون نوع من المذكرات
لكنها غير واضحة ولا يوجد خيط يجمعها كلها
نكاد تكون افكار مختلطة تدور بداخله وخرجت على الورق كما هي بدون تفكير ولا تنسيق !!
"فنان الجوع"
اعتبرها الأفضل في هذا الجزء .. والغريب أني لا أستطيع أن أتحدث عنها أو عن فكرتها او عن إحساسي بها كما حدث عند أخر حرف فيها
مؤلمة ومميزة جداً
أما "أبحاث كلب " و "العرين"
قصص طويلة جداً شعرت ببعض الملل فيهم والتكرار أيضاً ولم أفهم مغزاهم او لم يصلني المعنى المراد منها
************
في الريفيو السابق خرجت بثلاث نقاط تميز أعمال كافكا وهي :
1 - كتاباته تفصيليه جداً وهذا ما لاحظته منذ قراءة رسائله إلى ميلينا
يكتب بتفاصيل التفاصيل يجعلك ترى ما يحدث وما يدور حول أبطال قصصه وداخلهم مهما كانت هذه التفاصيل الصغيره ولكنه يأتي على ذكرها
2 - نجد أن أغلب ما يكتبه عما يدور داخل نفسية أبطاله وما يدور بعقولهم أكثر مما يدور على ألسنتهم او ينطقون به لغيرهم ويغلب عليها الطابع المأساوي الكئيب بالطبع
3 - على الرغم من أنك قد تبدأ قراءة قصة ما من كتاباته وتعرف ما تحتويه وعما تتحدث مثل قصة "التحول" مثلاً إلا أنك ستجد نفسك تُكمل القراءة ولن تقف
فأنت تدري أن كتابة كافكا ليست عن فكرة القصة ولا يهتم بالأسباب للحدث الرئيسي بقدر باهتمامه بنفسيات الأبطال وما يقولونه وما يشعرون به في أثناء سير الأحداث
وأضيف عليهم هذه المرة :
4 - يختار كافكا دائماً شخصيات غريبة جداً لقصصه هذا ان اعتبرناهم شخصيات، فنجده يختار ( قرد - صرصار - فنانين الجوع - فئران )
ويقوم بوصف حياتهم ووطنهم وأفكارهم ومايدور داخلهم وكأنه تحول بالفعل في يوم من الأيام لهذه الكائنات بالفعل !!
كما نجد الكثير من الاسقاطات على حياتنا نحن البشر ( كافكا لاحظ إن كلامك جارح :D )
5 - قصصه تحمل معاني مختلفة ويمكن تفسيرها بأكثر من طريقة ويمكن أن كون هذا سبب في الغموض وعدم فهم بعضها
فلا تستطيع أن تتاكد إذا كان هذا ما يقصده ام شئ أخر
6 - أعمال كافكا في أواخر عمره بها شئ مختلف لا أدري إن كان فعلاً اسلوبه اختلف مع الوقت ام أن هذا بفعل الترجمة -_-
وهذه النقطة ربما تحتاج لمزيد من الوقت قبل التأكد منها
وفضولي عنه وعن كتاباته يزداد في كل مرة أكثر من السابق :)