كرسي السلطة شيطان يستحوذ ويسيطر على من يعتليه ويحوله لوعاء فاسد .. ولا زمان يخلو من كلاب الراعي ..
إنها الحقيقة المرة والجحر التي لا يفلت منه أهل المحروسة المؤمنين مرات ومرات ومرات .. المآساة التي أصبحت دورة حياة لتتكرر على مر العصور والحكام والأجيال .. الصراع والجهاد في وجه كل معتدي ظالم آثم يعيث في المحروسة فسادا وبمجرد النجاح في إزاحته ومحاولة البناء من جديد يأتي من يرتدي زي الملاك البرئ المناضل المؤثر لمصلحة الجميع فوق مصلحته .. فيتعلق به هذا الشعب العاطفي المنساق وراء تحقيق اكتفاءاته والمؤمن بمبدأ إعطاء الفرصة ويخطفهم البريق الأخاذ .. حتي يمتطي الملاك السلطة فتظهر الصورة على حقيقتها ..
أكتر حاجة ممكن تعلقني بالرواية وفعلا تعجبني إن الكاتب يقدر يعيشني كل شخصية وأقدر أكون تجاهها مشاعر .. حتى لو بيلمس جزء من التاريخ اللي أنا عارفه مساره مسبقا ومتوقعة النهاية ..
ده فعلا اللي حسيته هنا في الرواية قدرت فعلا أكره المماليك من أفعالهم وجشعهم وظلمهم وبعد كده حسيت تجاههم بنوع من التعاطف في نهايتهم .. قدرت أحب محمد علي وأحس بروحه ومجهوده في تحقيق العدل وتحرير المحروسة من أيدي المماليك وبعد كده قدرت فعلا إني أكره وأكره سذاجة الشعب ده وعاطفيته .. قدرت أحس بحب الحسن لبلده ولأمه ولحبيبته وللناس اللي بيساعدوه وحتى لناجي ..
كفاية إني خلصت الرواية وكل شخصية لسه مترسخة جوايا وفاكرة دورها حتى لو بسيط ..
الرواية ممتعة جدا ومتكامله وواقعية جدا جدا وبتعكس كل الحقب التاريخية مش حكم المماليك ومحمد علي بس .. وده شئ طبعا مش جديد بالنسبة لأستاذ أشرف :) :)