البلاغة والخطاب
نبذة عن الكتاب
تتناول دراسات هذا الكتاب القيمة المعرفية والإجرائية للبلاغة. قد تختلف الموضوعات والإشكالات التي تنظر فيها، ولكنها في النهاية تروم هدفا موحّدا يتمثّل في ما يمكن أن تقدمه البلاغة من إمكانات التفكير في الخطاب وتحليله ونقده. لقد صدرت هذه الدراسات عن تصور يرى في البلاغة اليوم نظرية في النص تنافس غيرها من نظريات النص الأخرى، وتقدم نفسها بوصفها المعرفة الجديرة بالاهتمام لما أصبحت تحظى به مجمل الخطابات التداولية (الدينية والسياسية والإشهارية..) من تأثير في عموم الناس. ولأجل ذلك اتجهت مجموعة من الدراسات هنا إلى استثمار هذه النظرية في تحليل نصوص تنتمي إلى أنواع خِطابية مختلفة كالرحلة أو الخبر أو الشعر، أو تحليل مكونات بلاغية من قبيل صور الأسلوب. ولما كانت البلاغة علما عتيقا متجذرا في التراثين اليوناني والعربـي (والإنساني بشكل عام)؛ فقد عمدت بعض الدراسات في هذا الكتاب إلى العودة إلى هذين التراثين لإعادة قراءتهما واستثمار ما فيهما من إمكانات معرفية وإجرائية تسهم في تدعيم النظرية البلاغية المعاصرة. فالعودة إلى البلاغة القديمة بقدر ما تنطوي على رغبة الاكتشاف من خلال ما يستجد في عالمنا من أسئلة، فإنها تنطوي أيضا على رغبة في تعميق الفهم لما نعيشه ونفكر فيه اليوم. فالحاضر والماضي يتبادلان التأثير. وتمثل هذا التوجه في البحث الدراسات التي ضمّها القسم الأول من الكتاب. ولما كان المقصود بالبلاغة اليوم-بوجه عام- المعرفة بالإقناع والحجاج في التواصل والتخاطب، فإن معظم دراسات القسم الثاني من هذا الكتاب صدرت في صياغة إشكالاتها عن مفهومات ومبادئ هذه البلاغة في تحليلها للخطاب بشكل عام والخطاب بأنواعه المخصوصة (الشعر والخبر والرحلة)، أو بأجزائه (الصور البلاغية) أو بأفعاله (التصفيق بوصفه مظهرا من مظاهر الاستجابة البلاغية التي ينتجها الخطاب). ولما كان هذا الكتاب قد بُني في الأصل على أعمال ندوة علمية نظمتها فرقة "البلاغة وتحليل الخطاب" بكلية الآداب تطوان بالمغرب بتاريخ 13-14 ماي 2013 تكريما لرائد من رواد البحث البلاغي في الثقافة العربية المعاصرة هو الدكتور محمد العمري؛ فقد اختص القسم الثالث بتقديم مشروعه البلاغي الذي شرع في تشييده منذ أواسط الثمانينات. وفي واقع الأمر يُعَدُّ هذا الكتاب-بشكل من الأشكال- إحدى ثمار هذا المشروع الذي شكّل وعي جيل من الباحثين البلاغيين المشاركين هنا. ولأجل ذلك فالأسئلة التي تثيرها دراساته ليست سوى إعادة صياغة ومناقشة للأسئلة التي أثارتها كتابات محمد العمري ومازالت تثيرها حتى هذه اللحظة. من ذلك إعادة تحديد مفهوم البلاغة، وإعادة قراءة التراث البلاغي العربـي في ضوء الأسئلة المستجدة في حقل النظرية البلاغية المعاصرة، وإعادة صياغة بعض مفهومات البلاغة ومكوناتها، وربط البلاغة بتحليل الخطابات الحية، وغيرها من الإشكالات التي سبق لمحمد العمري أن نظر فيها في كتاباته. إن "البلاغة والخطاب" هو الكتاب الثاني الذي تقدمه فرقة "البلاغة وتحليل الخطاب" إلى القارئ العربـي، بعد كتابها الأول: "بلاغة النص التراثي: مقاربات بلاغية حجاجية"؛ وإذا كان الكتاب الأول هو محاولة لتقديم مقاربات بلاغية حجاجية لأنواع خطابية من التراث العربـي القديم كالخطبة والقصيدة والوصية والمفاخرة والخبر والخطاب النقدي، فإن هذا الكتاب هو محاولة للنظر في المبادئ والمرتكزات التي تقدمها البلاغة لتحليل الخطابات، آملين أن يسهم في تنمية البحث في البلاغة بشكل خاص وفي حقل تحليل الخطاب بشكل عام.عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 794 صفحة
- [ردمك 13] 9786140210325
- منشورات ضفاف
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
140 مشاركة