تاريخ التعذيب - بيرمهاردت ج هروود, ممدوح عدوان
تحميل الكتاب مجّانًا
شارك Facebook Twitter Link

تاريخ التعذيب

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الكتاب

هل يتطور الإنسان، حقاً، نحو مستوى حضاري أسمى؟!... أم أننا اليوم متوحشون مثلما كنا في فجر التاريخ. هذا الكتاب ميثاق للضراوة وسجل للفظائع الوحشية التي اقترفت، حتى بإسم الدين والعدالة؛ إن الوقائع مرعبة، ولكن ما من وصف، مهما بلغت دقته وحيويته، يستطيع أن يصف الحقيقة التي لم تُقلْ. هذا الكتاب يهدف أن يصدم، فالبشر في حاجة لأن يُصدموا من خلال إدراكهم لقدرتهم على الضراوة. "الكتاب يعطي دافعًا جديدًا للبحث عن أجوبة تجمع البشر أينما كانوا، وتوحد جهودهم لمحاربة أولئك المختلين والمجانين الذين يفتكون بالإنسان في كل عصر، وباستخدام حجج وأعذار مختلفة." عنب بلدي
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب مجّانًا
4.3 18 تقييم
382 مشاركة

اقتباسات من كتاب تاريخ التعذيب

هناك خللًا أصيلًا في الشخصية الإنسانية، وإلا فكيف نستطيع تقديم تفسير العودة المعاصرة إلى التعذيب والوحشية اللذين يتفشيان في أنحاء العالم كافة

مشاركة من zahra mansour
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب تاريخ التعذيب

    18

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    مراجعة وتقييم 📖

    .

    معلومات_أولية_عن_الكتاب ❓

    .

    1. عنوان الكتاب :  #تاريخ_التعذيب

    2. نوع الكتاب : #دراسة

    3. عدد الصفحات :  231

    4. تاليف : #بيرنهاردت_ج_هروود

    5. ترجمة : #ممدوح_عدوان

    6. دار النشر : #دار_ممدوح_عدوان

    7. نوع القراءة : ورقي

    8. مكان الشراء : مهرجان الايام الثقافي للكتاب.

    #المؤلف_في_سطور :

    .

    كاتب أمريكي ولد في عام 1926 وتوفي في عام 1987. صدر له 64 كتابا بحثيا وادبيا في عدة مواضيع مختلفة منها تاريخ التعذيب، وتاريخ الجنس وتاريخ المخلوقات الأسطورية. وهو عضو في جمعية المؤلفين والصحافيين الأمريكية.

    .

    #المترجم_في_سطور :

    .

    كاتب سوري ولد في 1941 وتوفي في 2004 وصدر له نحو تسعين كتابا في الشعر والمسرح والرواية والنثر والترجمات الأدبية والنقدية إضافة الى كتابته العديدة من المسلسلات التلفزيونية والمقالات الصحفية.

    .

    #ملخص_الكتاب : .

    هي دراسة حول تاريخ التعذيب عبر العصور القديمة والحديثة والادوات المستخدمة في التعذيب والاليات التي يتبعها الجلادين في وصف دقيق، إضافة لتحليل شخصيات الجلادين  السيكوباتية وقد كُتبت بعضها على هيئة قصص لمن عاصرها  وتجدها عزيزي القارىء موزعة حول عشرة فصول 👈 حرك الصفحة لرؤية الفهرس.

    . 🚫 إن كنت عزيزي القارىء تعتقد بأن قراءة أدب السجون سيشفع لك أن تعبر هذا الكتاب بسهولة ويسر فدعني اخبرك بان ذلك لن يحدث للأسف الشديد لن ما ستجده هنا اكثر رعبا وقسوة والماً. .

    #التقييم :

    .

    أن أحد أسباب قراءتي لهذا الكتاب هي قراءتي الغير مكتملة لكتاب المترجم #حيونة_الإنسان والذي قراءته فيما مضى الكترونيا وتوقفت عن متابعته لسببين الأول هو ان هذا الكتاب كان يُذكر أكثر من مرة في ذلك الكتاب والسبب الثاني هو رغبتي بقراءة الكتاب ورقياً ولكن بعد ان اجتاز هذا الكتاب.

    .

    لا أنكر الحالة النفسية التي تركها هذا الكتاب لدي بعد إتمامه فقد وجدت فيه تجسيداً للقسوة البشرية التي أتت في عدة أشكال وأنماط تجعلك ترى الكائن البشري أشد الأنواع وحشية ودموية من المخلوقات الأخرى.

    .

    للوقت الذي قضيته مع الكتاب وللفائدة والمعلومات العديدة فيه  أمنحه 🌟🌟🌟 🌟 .

    .

    [هل سبق وقرأتم هذا الكتاب؟ وما هو رأيكم؟]

    .

    #ملاحظة: ✏

    .

    💡مشاركتكم بالتعليقات والانتقاذات البناءه تثري المحتوى وتدعمنا لمزيد من العطاء.

    .

    💡لدعم قناتي على اليوتيوب ( مع كتاب ) تجدون الرابط في البايو على صفحتي😊.

    .

    💡يبقى إختلاف الآذواق موجودا بين القرآء ولا يعني إختلافي عنك إختلافي معك 😊🖐.

    .

    💡التقييم مجرد رأي شخصي وليس إنتقاص أو إساءة للمؤلف أو دار النشر.

    .

    #هاشتاق: 📭

    .

    #قراءاتي2019

    Facebook Twitter Link .
    7 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    إنّ الإنسان متوحّشٌ في أعماقه، وربما هذا هو تركيبه البيولوجي، وما تمدّنه وحضارته إلا قشرةٌ رقيقة يتخفّى تحتها، فإذا ما ضرَبَته الحياة بقسوتها انقشعت عنه تلك القشرة وتكشّف جوهره الأسود من الهمجيّة والعنف.

    وربّما كان جواب الملائكة لله تعالى بقولهم: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ …)) دليلاً على معرفتهم بخبايا النفس البشرية وما جُبلت عليه من فسادٍ وهمجيّة.

    إنّ السلاح الأكثر فعالية للسيطرة على النّاس هو الخوف والترويع، لذلك كان استخدام التعذيب والتفنّن فيه وسيلةً لذلك..

    وسمعت أنّ سجوناً ومعتقلاتٍ في بلدانٍ أدّعي -طلباً للسلامة- أنّي لاأعرفها يُمارس فيها الزبانية والجلادون صنوفاً من التعذيب إلى درجةٍ لا يرقى إليها الخيال، حتى أنّ الضحايا كلهم خرجوا أمواتاً فلم يعد هناك من يحكي لنا القصة؛ اللهمّ إلا قلة قليلة من الشجعان الذين كان بقاؤهم ضرباً من الإعجاز فحكوا لنا تلك المآسي، فكان صوتهم أشبه (بالقوقعة) التي نضعها على آذاننا لنسمع من خلالها همسات البحر البعيد..

    والواقع أنّ قراءة كتاب (تاريخ التعذيب) تصيب رأسك بالدوار لكثرة ما تمرّ معك قصص قطع الرؤوس، والخَوزَقة، والتكسير على العجلة، والجَلد بالهرّة ذات الأذيال التسعة، والجثث التي تغطيها البثور ويرشح منها القيح الغليظ، لكنّي تابعت القراءة بقلبٍ جَلود لأني رأيتُ -وسمعتُ- في حياتي أموراً وحكاياتٍ تجمّد الدماء في العروق وكم تمنّيت لو تتغلب ذاكرتي عليها ذات يومٍ لتنزوي في مجاهل النسيان.

    في النقاط التالية أوجز لكم مراجعتي للكتاب مضيفاً إليها الكثير من أفكاري وآرائي الشخصية وسأشير إلى ذلك ما استطعت:

    يقع الكتاب في عشرة أبواب يبدأ أولها بالحديث عن التعذيب في العصور القديمة حيث كان الاعتماد على الحيوانات والضواري قاعدةً متّبعة بمثابة العرف، كسحق الجماجم تحت أقدام الفيلة، أو رمي الضحايا للذئاب والنمور التي أكلها الجوع، أو وضع خنفساء الخشب أو حشرة الذراح على السرّة أو كيس الصفن لتبدأ بنهش الضحيّة من مواضع دقيقة البشرة من جسمه لينزف ببطءٍ شديدٍ حتى الموت، أو ربط أعضائه بأربعة خيولٍ جامحة ودفعها للجري باتجاهاتٍ مختلفة حتى تتملخ أعضاؤه وعيناه تنظر، ويدّعي الكاتب أنّ الملكة الآشورية الشهيرة (سمير أميس) كانت أوّل من قامت بخصي عشّاقها المنبوذين.

    المفارقة الجليٍّة هي أنّ أفظع أنواع المجازر الجماعيّة كانت دائماً من صنع أولئك الذين كانوا الأكثر تحضّراً. والقارئ المتمعّن لسيرة التعذيب بين الشعوب على مدار التاريخ يجد أن آخر درجات الوحشية كانت تُمارس من قبل أكثر الأوربيين تمدّناً لدرجة أنهم كانوا يعتبرونه فنّاً كسائر الفنون، ألا ترون مثلاً أنّ حوانيت بيع أدوات التعذيب بدأت تنتشر -في المجتمع الغربي-كالفطور السامة، وخاصةً تلك التي يدّعي مرتادوها أنها تصل بهم إلى النشوة الجنسية !!! ولهذا فصلٌ مستقل.

    أعتقد أنّنا كلنا نحب العنف ولدينا غولاغينيا (ميل فطري للتمتع بالألم) بنسب متفاوتة، وإلا كيف نتقبّل الجرائم ومشاهد القتل والبطش في بعض الروايات والكثير من أفلام الرعب والإثارة والأكشن؟ حتى أولئك الذين يقولون أنهم لايمكن أن يؤذوا عصفوراً تجدهم يتقبلون ذبح الشياه والنعاج طالما أنهم سيأكلون آخر النهار لحماً وثريداً (لا أناقش هنا الموقف الشرعي الذي أحلّ ذلك)، وربما يجلس أحدنا يشاهد فيلماً وهو يأكل بزراً، فإن واتته بزرة مرّة فإنّه ينزعج أكثر من انزعاجه من رؤية منكودٍ معذّب يهرب من جلاديه واللحم النيء يتدلى من عظامه!.

    أذكر أنه كان في إحدى حلقات مسلسل (مرايا) للممثل القدير (ياسر العظمة) زوجة يُفترض أنها سعيدة لكثرة دلال زوجها لها، لكنّها في الواقع تعيسة بائسة لأنّ زوجها لا يضربها، وأذكر في تفاصيل المشهد أنها كانت تقول له بحرقةٍ والدموع تنفر من عينيها: اضربني.. اشتمني، كل ذلك والمتابعون يضحكون لظرافة المشهد، بل ويتقبّلون ذلك منها بكل ترحيب!! ولم أسمع من استهجن هذا الموقف.. بل اعتبروها من أجمل الحلقات وأطرفها!!

    وثمة اعتقادٌ ينتشر حتى الآن بين فلاحي عددٍ من بلدان أوروبا الشرقية يقول: بأنّ الزوج الذي لا يضرب زوجته لا يحبها، فترى النسوة هناك يستعذبون الضرب والرفس طالما أنه لا يُفضي بهنّ إلى الموت المحتّم.

    أفرد الكاتب فصلاً كبيراً للحديث عن التعذيب بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية، وأعتقد أنه لم يكن ليحتاج هذا الفصل فأصحاب الأمزجة الساديّة باتوا لايخفون أنفسهم، فالكلاب البشرية، ولاحسي الأحذية والكعب العالي، بات لهم أماكن خاصة لتجمعاتهم حيث يلتقي هناك الساديّون بعبيدهم الخانعين ليمارسوا عليهم استرقاقاً لايرحم فتجد منهم من يجدع ويقطع، ويخلع ويكسر، ويحرق ويبتر، ويرصّ ويعصي، ويقصّ ويخصي وكلهم يحلّقون معاً في فضاءٍ من النشوة والسعادة!!

    وقد انتشر بين سعاة الليل فيما يسمى بالدول المتحضرة لعبة محظورة لكنها واسعة الانتشار وتقتضي بخنق اللاعب حتى تجحظ عيناه ويقترب من الموت قرباً صريحاً ساعتئذٍ يتركونه ليستردّ أنفاسه وهو إلى الموت أقرب منه إلى الحياة وقد بلغت نشوته أقصاها، وهو يتقلّب بين المتعة والألم اللذيذ !!

    يُفرد الكاتب أسباباً شتى للتعذيب كجعله وسيلةً لتحقيق الهدف واستنطاق المتهمين، أو اعتباره بمثابة عقوبة للمجرمين تنكيلاً بهم وردعاً لغيرهم.

    وربّما كان الجلد أشهر وسيلةٍ لانتزاع الاعترافات من المتّهمين، ولا أقصد به الجلد الذي نراه في المسلسلات والأفلام، بل هو بطح الضحيّة ووجهه على الأرض وضربه بسلاسل الحديد المحمّاة على الجمر والمغموسة بالزفت الحار، حيث يُنتزع لحم الظهر مع كل ضربةٍ، ولايتأثر الجلاد ولا تهتز شعرة من رأسه إن فاضت روح المُدان بين يديه وانتقل من كونه متّهماً إلى جثّةٍ متفسّخة.

    أمّا التعذيب كعقوبةٍ فهو فنٌّ خالص طالما أن الضحيّة ميتة لا محالة وكل ما ذُكر سابقاً ما هو إلا تمارين التحمية مقارنةً بما سيأتي بعدها، والواقع أنّ الشرقيين والعرب والأفارقة وسائر الشعوب وحتى الأمريكان -على جلافتهم- يبدون لطفاء للغاية مقارنةً بنظرائهم الغربيين وتحديداً شعوب الدول الاسكندنافية وذلك في ممارسة التعذيب واتقان فنّه الخبيث؛ فهم يعتبرون القتل بقطع الرأس بالفأس موتاً فاخراً لاعذاب فيه والأجود منه رمي الضحايا بالمنجنيق على جدارٍ قريب حتى يسمع الحاضرون صوت تكسير العظام، أو طبخهم بالماء أو شيّهم على النار بعد أن يعلقوهم بالخطاطيف والكلابات.

    وإلى وقتٍ قريب كانت انكلترا تتبع وسيلةً عجيبةً لتنظيف مداخن المنازل، تقتضي بحشر طفلٍ أسود من أعلى المدخنة وتركه ليسقط إلى أسفلها، فإن انحشر المسكين داخلها لكثرة السّخّام فإنهم يشعلون ناراً فيها حتى يترمّد الطفل ويسقط ميّتاً ووالداه يسمعان صوته المستنجد ولاحول لهما ولا قوة وما ذنبهما إلا أنّهما سود البشرة. ولازلت أذكر صورة الطفل الأسود القابع في قفصٍ كأنه حيوانٌ قذر وحوله فتاتان بلجيكيتان تنظرانٍ إليه بقرفٍ واضح ويكفيني القول أنّ الصورة التقطت في ستينيات القرن الماضي.

    يجدر الذكر أن الكاتب (بيرنهاردت هروود) جانَب الحقيقة في اتهامه الهنود الحمر بالتوحّش مع أسرى حروبهم، وهو بذلك يبرّئ ساحة الأمريكان من تعذيب الهنود، ويفرد فصلاً عريضاً لذكر مذابح الهنود بحق المستعمر ويتّهمهم بضيق الأفق وبتحلل الأخلاق بالفطرة وأنّهم متمردون دمويون بطبعهم الذي وُلد معهم!!.

    أنفع الفصول هو الفصل الذي يتحدث عن التعذيب في الأدب، وهنا توسّع الكاتب في هذه الفقرة وأطال الشرح في أصول اصطلاحين مشتقين من أسماء أدباء معروفين. والاصطلاحين هما (المازوشية والساديّة) وأوضح الفارق بينهما وهو أنّ المازوشية تعني الرغبة في الخنوع والخضوع للسيد المستبد، وغالباً يكون رجلاً يرغب بالمرأة الشرسة التي تتفوّق عليه وتستذله، بينما الساديّة هي تشهّي الدم واستعباد الآخر وانتهاك جسده واستحقار بشريته، ويجمع بينهما خيطٌ واحد هو بلوغ (الشبق التألّمي) باستخدام التعذيب كوسيلة. وعدّد مسرحياتٍ ورواياتٍ وأعمالاً أدبية تدور ثيمتها وطباع شخصياتها حول هذا النوع من (الشبق التألمي)، وبالتأكيد لا أحد منكم يريد معرفة أسماء هذه الأعمال أو قراءتها.

    إنّ كل التعذيب الذي مورس في المجتمعات السابقة ما هو إلا (بروفا) لفظائع التعذيب في القرن العشرين وما يُمارس الآن، ومن يعتقد أنّ الفصول السابقة كانت جزءاً من الماضي البعيد فليعد ترتيب أفكاره، وأدعوه لزيارة (الديب ويب) ورؤية الفظائع التي تعصى على الوصف وهي تصوّر وتنشر بشكلٍ يومي، ولو أرادت الحكومات الكبرى منع ذلك ومعاقبة فاعليه لفعلت وهي القادرة على جلب أعدائها من غياهب الصحاري القافرة ولكنها تغض الطرف عنه كون عليّة القوم هم من محبي ومتابعي هذه الفسق الإجرامي الداعر بالإضافة إلى أنّها تدر عليهم أرباحاً طائلة.

    أعتقد أنّ (التعذيب الذاتي) بدأ يظهر جلياً في المجتمعات كلها وأكثرها بداعي الحسن والجمال، وقد اعتبر الكاتب أنّ تعذيب النفس برسم الوشوم على الجسم والجلوس فتراتٍ طويلة تحت الشمس بداعي تسمير البشرة، أو الجلوس في غرف البخار (الساونا)، أو وضع أجسام غريبة في العيون كالعدسات اللاصقة أو نفخ الوجه والجسم بالبوتوكس وغيره كلها أعمالٌ تندرج تحت اسم (نزعة تدمير الذات بحجّة الجمال)، وهذا يشبه إلى حدٍ قريب ما كانت تفعله بعض القبائل الأفريقية من تطويل رقبة الفتاة بوضع حلقاتٍ معدنية كل مدة حتى تصير المرأة كالزرافة العنقاء، أو تصغير أقدام الفتيات في الصين حتى يصير المشي بالنسبة إليهنّ عذاباً لايرحم، أو اللطم بالسلاسل وبقر البطون عند بعض الفرق الاسلامية لبلوغ ذروة الصفاء الروحي.

    إن تنظيماتٍ لم تعد سريّة مثل (كو كلوكس كلان) التي تضّهد السود وتنادي بتفوق العنصر الأبيض بدأت تعود أعمالها الاجرامية إلى الواجهة (مذبحة المساجد في نيوزيلندا ومقتل جورج فلويد نموذجاً)، وما فعلته روسيا القيصرية وألمانيا الهتلرية ومذابح الألمان بحق الأرمن بمساعدة تركية وغيرها كثير؛ كلها تخبرنا أنّ نظاماً عالمياً جديداً بدأ يفرض نفسه، وما ستأتي به الأيام سيجعل الثورة الفرنسية غاية في الرحمة والرقة.

    إنّ الحروب التي دارت في وطننا العربي في العقد المنصرم تكشّفت لنا عن طغاةٍ بثياب الملائكة، فإن أحرق نيرون روما وهو يعزف على قيثارته، فإنّ مجرمينا أحرقوا بلدانهم وشعوبهم وهم في مختلياتٍ لحفلات العربدة.

    لقد آن الأوان للصراخ بهذه الأمور أمام العالم لكي يعرف الشرفاء منهم مهزلة هذه الأنظمة العفنة، وأن شرعيتها ليست إلا أكذوبة، وأنّ المخفورين في المعتقلات الذين قضوا من حجم التدافع والتواثب والتناكب (والتي لم ينجُ أحدٌ منها ليصف لنا محنته) لن تجعل من الشعوب خاضعين للحاكم المجرم، وأنّ التعذيب المعنوي الممنهج المسلّط على طوابير الجائعين سيُخرج منهم رجالاً يحبّون الوطن ويسعون لكرامته، وأن الشوارع الغارقة في الاهمال ستُنبت بين جنباتها زهور الحرية التي ستقصم ظهر المتجبّر العنيد..

    تاريخ التعذيب

    بيرنهاردت هروود

    ترجمة ممدوح عدوان

    دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    تمكنت من خلال هذا الكتاب من أخذ نظرة كافية و معمقة عن طغيان الجانب الوحشي في الإنسان و كيف يجعله ذلك يفعل أي شئ من أجل ارضاء ساديته .. قوته..سلطته .. بالتفصيل يصور الكاتب كل تلك الأساليب المستعملة على مر التاريخ مع أنه أغفل بعض الأحداث التي كان يجب أن يتحذث عنها...

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق