ما ينتاب الكاتب وهو يجلس أمام الورقة البيضاء أشبه بما ينتاب الرجل وهو يتراوح جيئة وذهاباً خارج غرفة العمليات في انتظار مولود جديد كما في المشهد الشهير في المسلسلات العربية، بعض القلق وكثير من الأمل في مولود رائع وبديع.
تواضعوا معشر الكتاب
نبذة عن الكتاب
الضربة التي تلقّاها الفلاسفة مع بدايات النهضة الصناعية في أوربا كانت قوية حين انصرف الناس إلى تقدير ما يرونه رأي العين ويفيدون منه ماديّاً من منتجات العلم على حساب الكلام الطويل المعقّد من ذات المنتجات. وبعد مرور زمان طويل أتحفت فيه تلك النهضة الناس بكل غريب وعجيب أوشكت الضربة التي تلقاها كلُّ مَن بضاعتُه الكلام، وعلى رأسهم الفلاسفة، أن تكون قاضية في العقدين الأخيرين تحديداً، وأوشك الناس أن لا يلجؤوا إلى الفلسفة وسائر فروع العلوم النظرية والتنظيرية إلا في استراحات عابرة عندما تُتخمهم خيرات العلوم التطبيقية، وكل ما يمت لها بصلة مباشرة من معارف، يلتمسون في التنظير ما عساه أن يكون تفسيراً غير مؤكد لما حدث وتنبؤاً ينتابه الشك من كل جانب لما يمكن أن يحدث مستقبلاً. ولعل حال الناس في تلك الاستراحات العابرة يشبه حال من لا يؤمن يقيناً بالتعاويذ لكنه لا يرى بأساً بأن يأتي المعالجين بالرُّقى متبرّكاً بهم درءاً لعِلل محتملة أو حتى داء عُضال واقع حار فيه الأطباء، وهو يحتفظ في قرارة نفسه ببركات أولئك المعالجين كخطة احتياطية على الجانب دون أن يفكّر في المساومة على أولوية الأطباء بحال.عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 421 صفحة
- [ردمك 13] 9786140109636
- منشورات ضفاف
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
17 مشاركة