لمن قرأ عن فرناندو بيسوا وغرابة الشخصيات المكتملة (أو أبداله) التي أوجدها، وتلك الحقيبة الشهيرة للمخطوطات التي لم تنشر في حياته، فإن هذه "الهالة" التي ستتكون حوله ستضفي سحر غريب لكتاباته وهذا بالطبع لا ينفي جودة وعمق ما يكتب.
غيض من فيض:
_أؤمن بوجود عوالم أعلى من عالمنا يسكنها أناسٌ، يحيّون بمستويات مختلفة من الروحانية، يرتقون فيها لغاية كائن أسمى، يبدو فعلاً أنه خلق هذا العالم.
- من وجهة نظر نفسية، أنا نوراستاني*-هيستيري، لكن ولحسن الحظ، إن ذهاني العصبي ضعيف؛ يهيمن العنصر النوراستاني على العنصر الهيستيري. (*منهك عصبياً)
-على الرغم من أني كنت قارئاً نهماً ومتقدًا، إلا أنني لا أذكر أيَّا من الكتب التي قرأتها، قياسًا إلى أن قراءتي كانت انعكاسًا لفكري، لأحلامي، أو بالأحرى تحريضًا على الحلم.
_أنا لست ذا شأن
ولن أكون ذا شأن
ولا أستطيع أن أكون ذا شأن
عدا ذلك، أحمل في نفسي كل أحلام العالم..
_ليس هناك في الفن لا فلسفة ولا أخلاق ولا حتى علم جمال، وهي غير موجودة في الحياة. في الفن، ليس هناك سوى أحاسيس والوعي بها. الله هو أحد أحاسيسنا.
_الحياة، هي أن ننتمي إلى آخر. الموت، هو أن ننتمي إلى آخر. الحياة والموت سيَان. لكن الحياة هي أن ننتمي إلى آخر من الخارج والموت إلى آخر من الداخل. الأمران يتشابهان سوى في أن الحياة هي الجانب الخارجي للموت.
_لن يفتقدني أحد إن مت: لن يقال:
منذ الأمس تغيرت المدينة.
_الجنون، وبعيداً عن كونه أمرًا شاذًا، هو الشرط الطبيعي للكائن البشري. إن لم نكن نعي جنوننا، وكان معتدلاً، فهذا معناه أننا طبيعيون. إن لم نكن نعيه وكان غير محدد، فنحن مجانين. أما إذا وعيناه، وبقى معتدلاً، فنحن بشر بدون أوهام. إن وعيناه وكان غير محدد، عندها، نكون عباقرة.
_تأملوا الأفضل واستعدوا للأسوأ: هذه هي القاعدة.
_الأزمة التي تحرق روحنا، عبر عنها أنتيرو أكثر من أي شاعر آخر، لأنه يمتلك، وبالدرجة عينها، ارتفاع الأحاسيس وارتفاع الذكاء. إنها الأزمة بين الحاجة العاطفية للإيمان والاستحالة الثقافية للإيمان.
_الحب هو الأساس، الجنس ليس سوى حادث عابر.
_إن فكَر القلب فسيتوقف عن النبض.
_أن نحب يعني أننا تعبنا من أن نكون وحدنا: أي ثمة جبن في ذلك وخيانة تجاه أنفسنا.
_أن نحدد الجمال، ليس معنى ذلك أن نفهمه.