(..جبران)
لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب.
إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات،
ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي،
لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر،
ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم،
ويفضلون السكوت،
ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها،
والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة.
ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة ،
ما معنى هذا الذي أكتبه؟
إني لا أعرف ماذا أعني به،
ولكني أعرف أنك محبوبي،
وأني أخاف الحب.
أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير.
الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير.
كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا.
وكيف أفرط فيه؟ لا أدري.
الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به،
لأنك لو كنت الآن حاضراً بالجسد لهربتُ خجلاً بعد هذا الكلام،
ولاختفيتُ زمناً طويلاً،
فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.
حتى الكتابة ألوم نفسي عليها،
لأني بها حرة كل هذه الحرية..
أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.
إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب،
بل هو شيء أبعد من الوراثة.
ما هو؟
قل لي أنت ما هو.
وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك..
وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك،
وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك،
يحرسك ويحنو عليك.
الشعلة الزرقاء
نبذة عن الكتاب
الكتاب عبارة عن مجموعة من الرسائل المرسلة من جبران خليل جبران إلى مي زيادة , حيث نشأت قصة حب طاهرة بين الأديبين من خلال تلك الرسائل التي دامت قرابة عشرون عاما دون ان يلتقيا , وقد بدأت الرسائل بمجرد رسائل نقدية من مي لجبران وتطور الامر حتى صار بين الاثنين شيئ من العاطفة بدأت تنمو وتعظم حتى ارتبطت ارواحهما ببعضاقتباسات من كتاب الشعلة الزرقاء
مشاركة من closed
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نهى رجب محمد
اعتمدت القراءة من كتاب الشعلة الزرقاء الطبعة الثانية تحقيق وتقديم سلمى الحفار ود. سهيل بشروني .
لطالما أعجبت بشخصية مي زيادة ،ورأيتها نموذجا للمرأة العصرية المثقفة التي اكتسبت احترام المجتمع وكل من ارتاد صالونهاالأدبي من قامات الفكر والأدب ولا ألومهم إن وقع بعضهم في غرامها ،
ومن لا يحب مي .
قرأت هذا الكتاب بقلبي وتلمست فيه روح مي التي لازمتني وكلماتها مثلما لازمت جبران في حله وترحاله وتمثلها في كل مكان ارتاده .
يحمد هذا الجهد الجيد من الباحثة والمحققة سلوي الحفار في تقديم تلك الرسائل بعد تنقيحها وتصحيحها وإضافة الحواشي والهوامش للتعريف ببعض المجلات والشخصيات من الأعلام التي ذكرت بالرسالة .
سلوى الحفارالكزبري:
أديبة وباحثة وقاصة وروائية وكاتبة سيرة ولها الكثير من المؤلفات الثرية ونالت لعض الجوائز . ويشاركها
د.سهيل بديع بشروني:
مؤسس الاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية وأستاذ منبر جبران خليل جبران في جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية .وصدر له العديد من المؤلفات باللغة العربية والإنجليزية .
وبمناسبة الاحتفال بمئوية جبران المئوية صدرت هذه الطبعة الثانية بعد ظهور الوثائق الأدبية التي تضمنت 36رسالة وبعض البطاقات وكلها توثق 20عاما من الحب في طيات رسائلجبران إلى مي في الفترة (1914_1931)
لايوجد من رسائل مي إلا القليل مقارنة برسائل جبران .
وتقديم المؤلفة الشكرلعائلة المرحوم جوزيف زيادة أحد أقرباء مي على إعطائهم مخطوطة الشعلة الزرقاء .
اعتبرت المحققة قيمة هذه الرسائل :
_كشفت جوانب خافية من شخصية جبران الطفل وظروف نشأته ،وحبه لوالدته ،وجبران العاشق ونظريته في الحب، وجبران المتيم بوطنه (إن شوقي لوطني يذيبني )..لكنه يقطع كل أمل بالرجوع.
_هذه الرسائل أغنت المكتبةالعربية في
أدب المراسلات .
_أعطت معلومات ثرية عن ومجلات وشخصيات بارزة وأعلام ونقاشات عن تاريخ الأدب والفن ٠
تحكي تلك الرسائل وتخلد قصة _حب ضبابي_ على حد تعبير جبران الشاعر المجدد والكاتب والرسام الذي أسس الرابطة القلمية مع ميخائيل نعيمة وعبد المسيح حداد ونسيب عريضه والذي تبنت فكرة التجديد في الأدب العربي ربط روحه بروح مي زيادة ماري اسمها الأصلي اختارت اسم مي اختصارا ولتشابهه مع الاسم العربي الجميل الذي تغنى به الشعراء واشتهرت بهذا الاسم في الأوساط الأدبية ....
نهى✏