في مثل هذه البيئة يستوي الحمار والإنسان !
الوارثون (ثلاثية الوسية: الجزء الثاني)
نبذة عن الرواية
"««الوارثون» رواية مهمة دون شك، في الأدب العربي المعاصر... على درجة عالية من الفنية، تحقق الوظائف المرتجاة من عمل أدبي: المتعة والمعرفة» - سيد البحراوي «عمل ملحمي... ذروة بعد أخرى... متعة ذهنية وإشباع وجداني» - سعد زهران «تعبر عن أزمة بلد بأكمله... حكاية شعب» - جريدة الوطن «سيرة وقصة كفاح تعطي لمحة واضحة عن المجتمع المصري» - جريدة الاتحاد الإماراتية نبذة: في «الوارثون»، وهي الجزء الثاني من «ثلاثية الوسية» التي تُعدُّ واحدة من أجمل السير الروائية العربية، يحكي لنا خليل حسن خليل عن مصر بعد عام 1952، وهي فترة من أخطر الفترات التي مرت بها مصر. في صورة أدبية غاية في الإمتاع والتأثير نتابع رحلة بطلنا الذي سافر إلى إنجلترا ليكمل تعليمه، وما لاقاه في سبيل ذلك، وما عاد ليجده في مصر، ليلح السؤال: هل تغيرت مصر حقًّا بعد الثورة، أم أنها انقلبت إلى وسايا من نوع جديد؟ «ثلاثية الوسية»، التي تشمل: «الوسية» و«الوارثون» و«السلطنة»، عمل يستحق القراءة، فاز الجزء الأول منها بجائزة أحسن رواية عام 1984، كما جرى تحويله إلى مسلسل إذاعي ناجح بطولة أحمد زكي، ومسلسل تلفزيوني شهير عام 1990، من إخراج إسماعيل عبد الحافظ. عن المؤلف: وُلد خليل حسن خليل في قرية الرباعي بمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية. في اليوم الذي حاز فيه المركز الأول في الابتدائية على مديرية الشرقية حُجز على أثاث منزل أبيه. اضطر للعمل في وسية خواجة يوناني لمدة خمس سنوات، ثم تطوَّع في الجيش المصري، واستكمل تعليمه حتى تخرَّج بتفوق. حُرم من التعيين وكيلًا للنائب العام بسبب الفقر، وأخيرًا سمحت له الظروف وسانده طه حسين ليسافر في بعثة دراسية إلى إنجلترا ليحصل على الدكتوراه، وهناك تعرَّف على زوجته البريطانية، وعاد ليصبح أستاذًا للاقتصاد السياسي، والتحق بالعمل في الأمم المتحدة. تُوفِّي في 24 سبتمبر 1999. سلسلة مختارات الكرمة سلسلة من إصدار دار الكرمة تُعنى بنشر المنسي والنادر من الكتب العربية، وتُركِّز بصفة خاصة على الأعمال الإبداعية والدراسات والمذكرات التي اختفت من المكتبات ولكنها ما زالت مهمة وممتعة ويبحث عنها القُرَّاء الجادون."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 1994
- 349 صفحة
- [ردمك 13] 785614265372
- دار الكرمة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mostafa Farahat
فى الجزء الثانى من الرباعية ((الوارثون)) يتابع الكاتب ويغوص بنظرته الثاقبة ورؤيته فى جذور المشكلة الاجتماعية ويرسمها فى لوحات معبرة ، ومنها يلقى الضوء على سؤال محير : هل تغيرت الوسية ؟ ، وهل التغير ثورة حقيقية ، أم أنها انقلبت إلى وسايا من نوع جديد ؟! .
وفى الجزء دا الكاتب بيوضح شكل الحياة الإجتماعية عن أخطر فترة مرت فى تاريخ مصر ما بعد ثورة يوليو 1952م ويطعم تصويره لتلك الفترة بمشاهد من إنجلترا ، كما يتناول معركة تأميم القناة والاستعمار الثقافى والتشويه التاريخى والاضطهاد اللونى الذى مارسته إنجلترا تجاه المصريين .
فى الجزء الثانى من الرواية يستكمل الكاتب سرد رحلة كفاحه التى قطعها فى طريقه الشاق ، يبدأ الكاتب فى وصف المتاعب التى وجدها كى يظفر بمنحة الجامعة من السفر إلى إنجتلرا فيخاف أن تضغط عليه أحكام الوسية الكبرى كما تفعل معه دائماً بقوانينها التى تفرض عليه دائماً ان يرضخ عليه ، رغم محاولاته من ان يفلت منها وأن يكون اكبر منها ، لكنه تطاله مخالبها .. فيذهب إلى وزير المعارف فى ذلك الوقت ويفوز بمنحة السفر ، فيسافى ليلقى مجتمعاً جديداً لا تعرف له الوسية طريقاً ، أو ربما تعرف مجتمع الوسية ، لكنها ربما تكون أخف من وسية الخواجة اليونانى أو الوسية العسكرية أو وسية كلية الحقوق أو الوسية الكبيرة التى يعيش بها فى مصر .
يذهب صاحبنا إلى إنجلترا ليلقى مجتمعاً جديداً ، مجتمعاً متحرراً فى أخلاقه وفكره كما يتمتع بمساحة كبيرة من الحرية تفتقدها دولته التى تتشدق بالحريات وأنها صاحبة ثورات ز وجد نفسه فى ودماجهة حضارة من اعتى الحضارات فخارت قواه ز ومضى ينهل من علومها ويلتهم كل ما يجده فى طريقه من علوم . وهو يريد من كل ذلك أن يجمع عصارة ما تعلمه فى مصر وعصارة ما تعلمه فى إنجلترا . ويعد رسالة تكون بمثابة خلاصاً من مجتمع الوسية ويبغى أن يحرر بها عقول الناس او بمعنى أصح (( الأحرار )) كما أسماهم ( محمد خطاب ) خفير جرن الخواجة اليونانى .
عجيب أمر هذا الفتى ، ربما الظروف الصعبة والشاقة التى مرت به جعلت قلبه يهفو لكل جميل او بمعنى أصح كل ما يجد فيه منفساً له عن مشاق الحياة التى يعيشها ز لذا كان أحوج لمن يحنو ويطيب خاطره ويزيل عنه غبش الحياة وهوانها ، لذا وقع فريسة سهلة فى شباك الحبِّ .ز غزا الحب فؤاده ورمى له بسنارته فسرعان ما استحسن الطعم فوقع فريسة سهلة له !! ..
أُعجب بفتاة أحبها وأحبته ، تعلق بها وتعلقت به . رغم أنها كانت من مجتمع غربى ربما لا توافق مجتمع شرقى معروف عنه انه يتمسك بالقيم والثوابت لإلى أقسى درجة لكنها لم تأبَ عليه وبادلته مشاعره وعواطفه ، ولم تشأ أن تكسر قلبه .. عطفاً عليه ؟ .. إعجاباً به ؟ .. والعبارة الأخيرة هى الأقرب للصواب ، فسرعان ما شد انتباهها له بفطنته وذكائه ودرايته الكبيرة بالكثير من العلوم ، وقصة كفاحة التى يستطيع بها أن يستجدى بها إعجاب واحترام أى أحد .
يرجع صاحبنا إلى مصر ليعرض عصارة فكره المصرى والإنجليزى .. جاء مفعماً بالأمل والحيوية ، لكن سرعان ما زال هذا كله وكأنه أصبح ريشة فى مهب الريح ، فوجئ بأن تلك العصارة لا مكان لها فى مجتمع الوسية الكبير . فهو مجتمع تصطدم معه تلك العصارة صداماً تاماً . لذلك رفضت رسالته ، وطُلب منه ان يعيد صياغتها مرة أخرى .. فيستجيب لصاحب الوسية ، حينئذ يبتسم له صاحب الوسية إبتسامة خبيثة ليعلن من خلالها فرحه بنجاح مهمته فى طمس كل فكر يرى فيه خطراً على مجتمع وسيته . فكان حصوله على الدكتوراة نهاية ملحمة من البأساء ، بأساء لا عهد له بمثلها ، على تواتر البأساء عليه طول حياته . بأساء شككته فى حياته .. شككته فى الإنسان الذى يعيش بداخله ، والذى ظل يحلم به ويأمل فىأن يسهم فى تحرره .
ثمَّ يُزَجُّ بصاحبنا إلى الحياة السياسية ، فيطلب منه عبدالناصر أن يقوم بعمل محاضرات يحث فيها الشباب على التمسك بمبادئ الثورة والترويج للفك رالإشتراكى ، فيقوم بمهتمه على اكمل وجه بدافع كرهه للبرجوازية والرأسمالية ومجتمعات الوسايا . ثم تُلفق له تهمة الترويج للفكر الرأسمالى ، رغم أنه كان يفعل ما طلب منه وهو الترويج للفكر الاشتراكى ، إلا أنه كان عبارة على كارت استخدمه عبدالناصر للترويج لفكرته على فرض أنه صاحب فكرة ، وبعدما أدى مهتمه خشى منه كعادة اى ديكتاتور او صاحب فكر ، أو ممن يشتبه فيه أن يكون غصة فى حلقة فيما يعد ، ويهدد عليه سلطته .
الكاتب فى الجزء الثانى يثبت أن مجتمع الوسية ما زال موجوداً ، رغم قيام ثورة زالت فيه كل بقايا مجتمع الوسية فى عهد الملك والإنجليز . لكن للاسف خاب ظنه مجتمع الوسية لا زال موجوداً لكن بصيغة عسكري ، استطاعت أن تستدر عطف الشعب بما أعطته لهم من أرضهم . ما الحكمة من ان تمسخ ثورة تنادى بالاشتراكية ، فريقاً ، أو طبقة ، هى بالتعريف صاحبة الاشتراكية المفيدة منها والحامية لها .
" لكن من الذى يحكم مصر على مر التاريخ ، الفرعون . الملك ، يعاونه فى ذلك الكهنة ، تختلط السلطة الدينية بالدنيوية ، يسفك عرق الشعب وجهده سفكاُ . الملوك والخلفاء والسلاطين والولاة والمماليك والمشايخ والأعيان والرأسماليون والخواجات هم مزيج من استغلال السلطة للدين . قلة تمتطى ظهر الشعب لا يكتفون بأن الجماهير تحمل لهم الصخور فوق ظهورهم وتلهبها سياطهم ليبنوا لهم القصور والفيلل ويكفلوا لهم حياة رغدة ز رغم ذلك فهم يستغلونهم ويبتزوهم !! .. "
مجتمع الوسية الذى افصح عنه لا زال موجوداً .ز اختلفت العصور .. احتلفت السياسات . اختلفت الأفكار ، لكن الكثير لا وزالوا يتبعون سياسة الوسية !! ..