(الكتابة والقراءة أكثر الملاجئ نفعاً للهاربين من الأحزان)
حديثك يشبهني هو اسم الرواية الثانية للروائي الفلسطيني المبدع: يامي أحمد .
وهي رواية رومانسية اجتماعية تأخذ من القضية الفلسطينية الجزء المحزن إذا لا جزء غيره ، وهي تشير إلى أن الحب جزء من كيمياء أي قضية في الكون ، الحب بمعناه الدافئ الذي يحتوي كل معاناة وكل ضياع وإن كان يمثل الضياع أحياناً ....!
_الهوية والرواية :
ظهرت الهوية الإسلامية للكاتب بوضوح وإن لم تكن السمة الغالبة للرواية ، وهذا الأمر يتحكم فيه الجمهور القارئ الذي ينتوي الكاتب توجيه روايته إليه أو مدى قناعته بمجموعة الأفكار الإسلامية كطرح روائي .
وهو ما يدرج في نهاية الأمر تحت الحبكة الدرامية!
_القضية والرواية :
يشير الكاتب إلى أهم ملامح القضية الفلسطينية الحديثة وهي حالة الانقسام بين غزة والضفة ومدى أثرها على طموح الشباب ، كذلك يشير الكاتب إلى أثر الحرب على أقل ملامح الحياة أهمية مقارنة بغيرها وهي حالة الحب التي تمثل لدى الكثير سر الحياة حيث يذكر قصة فقد بطل الرواية لحبيبته بسبب الحرب .
ثم يوضح نظرية الهروب بحثاً عن فرصة للحياة والتي تتمثل في الهروب من سجن غزة الذي بات حلما ًفي ذاته ، ولك أن تتخيل أن( الحلم )هو الخروج من سجن ، هذا الحلم يُتصور للسجين فقط وبهذا نظلم الأحلام .
لكن الفلسطيني قنوع فأحلامه صغيرة!
_الحالة الاجتماعية المعالَجة
كاتبنا سلط الضوء على حالة اجتماعية في غاية الأهمية والتي تعتبر إحدى تطبيقات الظلم الاجتماعية وهي إرغام الفتيات على الزواج دون الرضى الحقيقي ، والذي ينتج بطبيعة الحال مشكلة اكثر تعقيداً وهي الطلاق ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة على أنها خاطئة ، وليس هذا من العدل في شئ إذا لماذا يغفل احتمال أن الرجل هو من يستحق ان يُطلق عليه (وباء)، لماذا لا يكون هو المخطئ؟؟!
لماذا أصابع الاتهام موجهة دائما للمرأة، وفي تقديري هذا جهل رفعه ليس بالأمر السهل !!
_ما تحاط به الفتاة من هالة ومحاسبة أمر جيد ومهم والأهم منه أن يتعامل الأخ أو الأب باعتباره بشراً محبا ًرحيماً وليس ذئبا ينتظر خطأ أخته أو بنته فالخطأ وارد والعلاج ليس بتوسيع الهوة والجفاء .
_تطور كنتُ أنتظره:
عدم إغفال ثورة صفحات التواصل الاجتماعي والتعاطي معها ، فيبرز الكاتب قصة حب عن طريق صفحات التواصل ويلمح إلى عدم نجاح تلك العلاقات غالباً لغياب أبجديات التواصل الحقيقي ، وهنا أنبه على أن التوسع في هذا الباب _أعني التعارف بين الجنسين فيسبوكيا _أمر يحتاج ضبط حتى لا نقع في شباك العلاقات التي تسبب لنا الإزعاج والمشاكل والحزن وإغلاق الباب أفضل من فتحه!
_لم يغفل الكاتب أحدث الكوارث على الساحة العربية ( السورية والفلسطينية )، وهي الهجرة غير المشروعة عن طريق البحر وما جرَّته من ويلات .
وإن كنت أرى أن الكاتب أقحم تلك الحالة في روايته إقحاماً ؛ إذ كان من الممكن أن تتصور نهاية أخرى خصوصا أن القصة لا تحتاج إلى عقدتين فتكفي عقدة مرض الفتاة (ريم) وسفرها للعلاج من مرض السرطان فلا تضاف عقدة إلى أخرى ، فكان من الممكن أن تكون النهاية غير ذلك ، لكن يبقى هذا من حق الكاتب !......
تبدو النهاية منطقية ؛لأن الكاتب هو صاحب رواية يوسف يا مريم ، وجاء في روايته الثانية ليثبت لنا أسلوبه الروائي .
إما نهاية مفتوحة ليبقي مجالاً لجزء ثان .
وإما حزينة لأنه يفكر بواقعية فالواقع محزن فكذلك يجب أن تكون الروايات ، متلازمة فلسطين!!
اقتباسات من الرواية :
_ليس كل الشهداء يحملون السلاح أكثرهم يحملون الأحلام ويحلمون بالسلام .
_أكره التكلف وأتحاشى اللامبالاة .
_ثقتك بنفسك كما أنت هي ما تضفي أناقة لحضورك .
_البكاء حالة رخاء للنفس ، نلفظ فيه أوجاعنا ونعبر فيه عن ندامتنا ونكفر به عن ندبات الفراق ...
البكاء صلا ة للروح والقلب .
_الرجل إذا ما بحث عن الحب سيرى في كل امرأة تبادر بالحديث معه قصة واعدة .
_المرأة القارئة لا ينتهي ولا يمل معها الحديث لديها الكثير من التركيز لتسمعك ، يرغبها العقل قبل القلب .
_لو كل علاقة غرامية أقمتها في خيالي غدت حقيقة لأصبحت أثر من زير نساء.
#انتظر_الرواية_الثالثة
#محبك: أبو ساجد