تقييمي الحقيقي للكتاب هو (2-) أي أنه لا يرقى للصفر من النجوم، و لكن هذا التقييم السلبي مرتبط بآرائي و معتقداتي الشخصية، أمّا تفسير التقييم ب (2+) نجمة فهو موضوع الكتاب نفسه.
المعلومات عن داعش (و التي يرفض أن يسميها الكاتب بهذا الأسم، بل يسميها ب "الدولة الأسلامية) ليست متوفرة بكثرة و هي موضوع شائك يثير فضول الجميع لمعرفة خباياه، و في هذا الكتاب الكثير الكثير من المتناقضات و لكن به معلومات قد تكون مفيدة أن نعرفها، خصوصا أن الكاتب التقى كثيرا من قيادات التنظيمات "الجهادية" و لديه كم معلومات ليس يالبسيط عن دور بعض الدول في التمويل التاريخي لهذه المجموعات.
بداية الكتاب حملة تسويقية ضخمة لهذا الدولة المزعومة و اعتبارها وليدا شرعيا لعقود الظلم و الأضطهاد و التهميش الذي عانته الشعوب العربية و أنها ليست صنيعة أحد بل أنها استفادت من التناقضات في الساحة السياسية العالمية و العربية، و بعد ذلك تصريح بأن هذا الفكر هو صناعة أنظمة الأستخبارات الغربية و بتمويل من الأنظمة العربية، فلم أصل لنتيجة أي الرأيين يريد الكاتب أن يتبنى.
أكثر ما ازعجني هو اعتبار الكاتب للأرهاب الحالي أنه طريق طبيعي لعودة الخلافة متبنيا الرأي القائل بأن دول الخلافة الأسلامية السابقة قامت على أرهاب مشابه لم يستثنى منه سيد الخلق عليه الصلاة و السلام في مراحل تأسيس الدولة السلامية، و وصف الرسول الكريم بقائد عسكري أكثر منه بنبي الرحمة و المحبة للبشرية جمعاء.
أفكار الكتاب اذا قرأها جيل متحمس لم يصل الى درجة الوعي قد يجعل عدد المتطوعين الى هذه الفئة في زيادة ملحوظة و لذلك لن أوصي بقرائته سوى لمن يعرف موقفه بوضوح مما يجري في هذه الساحة الدموية.