حسناً .. هذه هي تجربتي الثانية مع جنى فواز الحسن وللأسف كانت تجربة آخرى فاشلة بالنسبة لي مع هذه الكاتبة ، وللغرابة هذه الرواية وسابقتها جاءتا ف قائمة البوكر ليست الطويلة فقط بل والقصيرة أيضاً !!!
تلك الرواية اعتمدت ع كيلشيه اصبح مبتذلاً من كثرة استخدامه وهو الحرب وتأثيرها ع نفسية الأشخاص ف مختلف النواحي ، وهنا تطرقت الكاتبة إلى الحرب الأهلية اللبنانية وأثرها ع طرفين متناقضين ولكن جمعهما الحب ، الطرف الأول شخص فلسطيني يدعى فهد خرج من تلك الأزمة بجرح ف وجهه وقدمه وفقدان عائلته عادا والده ، والطرف الآخر فتاة لبنانية تدعى هيلدا كانت عائلتها منغمسة ف العمل الحزبي ولهم أفعال شائنة ضد الفلسطينيين ، وقرر كلاهما اللجوء إلى أمريكا من أجل نسيان الماضي والبدء من جديد ، وشاءت الأقدار أن يجمع الحب بينهما ولكن كان للماضي تواجده بينهما .
الفكرة عادية تقليدية متكررة حتى المعالجة الأدبية جاءت بشكل ممل ومستهلك ، السرد كان طويلاً ومتكرراً بشكل غريب وكأن الكاتبة مجبرة ع إطالة الصفحات حتى لو لم يكن هناك أي داع لذلك !
أكثر ما ضايقني ف تلك الرواية هو شخصية مجد الضعيفة وكم التناقض الذي كان بداخله ، فمن أين أتت له القوة بأن يترك علامات الحرب ع وجهه وقدمه دون أن يسعى إلى أى تجميل رغم توافر المال والإمكانيات اللازمة لذلك ، وفي نفس الوقت من أين أتى له ذلك الضعف غير المبرر أمام المرأة التي يحبها والانهيارات النفسية التي أصابتها عند عودتها إلى بلدها في زيارة .
فشلت جنى ف تقريب العالمين المتناقضين ونتج عن ذلك ثرثرة خائبة لا تسمن ولا تغني من جوع ، وكانت النهاية أشبه بالدليل القاطع ع سوء تلك الرواية .
الرواية فاشلة ولم يتحقق فيها أي من مقومات النجاح لا الفكرة ولا المعالجة ولا أسلوب السرد ولا حتى رسم الشخصيات بنوعيها الثانوية والرئيسية .
ليطل من هنا السؤال المعتاد كيف وافقت لجنة البوكر ع وصول تلك الرواية إلى القائمة القصيرة للجائزة ؟ وكيف لتلك النوعية من الأدب أن تصل من الأساس إلى هذه الجائزة التي من المفترض أن تكون من أجدر الجوائز الأدبية في العالم العربي ؟!!