مبدئيًا أحب هذا النوع من الروايات، الذي ينتزعني انتزاعًا من خططي وعالمي، ويأخذني معه بسرعة، فلا يتركني إلا وقد انتهيت منه!
خدعتني نرمين بكون هذه الرواية (روايتها الأولى) .. وهي قطعًا ليست رواية أولى للكاتبة، فهي تكتب منذ فترة، ويبدو في كتابتها الاحتراف، وفي كثيرٍ من تفاصيل روايتها الإتقان، والقدرة على الإلمام بعوالم متعددة وصبها في روايتها، ولكن ..
الشعور المسيطر عليَّ الآن بعد الانتهاء من الرواية مباشرة ـ والذي قد يستقر وقد يتغيَّر ـ بأن هذه الرواية كان يمكن أن تكون أكثر ثراءً وعمقًا، وأن الكاتبة ـ وربما يكون هذا الململح السلبي الوحيد ـ قد تعجَّلت في كتابتها حيث لم نتعرف بشكلٍ كامل على شخصياتها التي تبدو ثرية، والتي أجادت في نقل عالمهم كلاً على حدة، ومع ذلك لا يمكن للمرء أن يتحدث عن الرواية إلا بعد قراءة أخرى ..
.....
دارت الرواية حول معانٍ مؤرقة، وتتناول أمورًا غير مطروقة أو اعتيادية، وإن بدت في ظاهرها متكررة ومألوفة مثل البحث عن "السلام النفسي" أو الرحلة من أجل البحث عن الحقيقة، وغيرها من معانٍ طالما ترددت في كتبٍ وروايات مختلفة، ولكن التناول هنا جاء مختلفًا وفريدًا، إذ يبدو في كل المشاهد ومع كل الشخصيات نوع من الصراع الظاهر بين الروح والجسد، بين الرغبات الدنيوية والمفاجأة بوجود نوعٍ آخر من المشاعر والأحاسيس تتعلق بهذه الروح التي ينبغي تحريرها من هذا الجسد،
يُحسب لـ نرمين أنها أجادت الحديث في روايتها ـ وعلى عكس الشائع في الروايات التي تكتبها المرأة ـ عن ثلاث ذكور، واستطاعت أن تعبَّر عنهم بطريقة جيدة ..
....
شكرًا بحجم السماء .. نرمين، وتمنياتي الخالصة بالتوفيق :)