" أى سحر يحملك على أن تعود إلى أغلال الحب ناسياً ما قاسيت من العذاب ، وإذا فلا تنتظر من أحد أن يحدثك واثقاً عن قلب لا سلطان على نفسه .."
محاولة من " جان راسين " لرصد ظاهرة ما نسميه اليوم ب " الفريندزون " لكنه يصيغ ذلك بأسلوب بعيد كل البعد عن تحليلات المجروحين ، نستطيع أن نسميه " فريندزون " على الطريقة الأوروبية ، كل عناصر المسرحية كشفت عن نفسها في الفصل الأول غير أن تتطور حالات الأشخاص هو الذي أفضى بنا إلى سلسلة من الاحداث التي تسربت تباعاً وراء بعضها ، المسريحة تبرز أكثركيف أن للحب سلطان على النفوس لا يقاوم ، وكيف يملك تلك الادة السحرية بالتلاعب بمصائر الأشخاص ، وعلى قدر التعلق يكون العذاب عند الهجر والصد .
نستطيع أن نحصر أحداث المسرحية فى أشخاص أربعة ، تلاعبت بهم العاطفة ، فتجد فيها محباً يحب حبيباً الذى يحب بدوره حبيباً لا يلقى منه حباً ، هنا يفقد الحب بريقه ويتحول إلى أداة نفعية يحاول أن يؤمن به الحبيب نفسه ضد تقلبات الحياة ، ف " أندروماك " السيدة الطروادية التي لا تحب " بيروس " الذي تحبه " هرميون " التي يحبها " أورست " ، ومن هنا عقد الكاتب خيوط الحكاية ، استطعت أن أصل بذلك أن الحب شئ لا يشترى بالفعل ، وأن القلوب لها حالات أغرب من الغرابة .
أحسست أن نهايتها مضحكة أكثر منها تتسم بالجدية ، فبعد أن أذعن " أورست " لرغبة " هرميون " ، وقتل " بيروس " ، غضبت " هرميون " وعاتبته كيف طاوعها وقام بذلك ، فىحين أنها هي التي طلبت منه ذلك ثأراً لها ولليونان من الطرواديين ، المسرحية تدل أن النساء كما قلوب لهن حالات غريبة وعواطفهن أشد غرابة .