اقتباسات من كتاب قوة الغضب

إننا لا نختزن الغضب، وإنما نختزن معتقدات خاطئة تؤدي بنا إلى الغضب غير المبرر وغير المفسر في مواقف لا تستدعي الغضب

الغضب لا يعني بالضرورة الاتهام. وعندما ندرك هذه الحقيقة، فإننا نستطيع أن نغضب من دون أن نبحث عن شخص نتهمه ونحمله نتيجة أخطائنا

لكي يتحكَّمَ الإنسانُ في غضبه أو رعدته ولا يخطئ، فإنَّ عليه أن يمارِسَ الكلامَ ولو إلى نفسه

إنَّ الكلامَ هو نشاطٌ من أنشطة المخِّ العقلانيِّ، لذا فإنَّ التعبيرَ بالكلام عن الصور والمشاعر التي يشعرُ بها المخُّ الوجدانيُّ يربط بينه وبين المخِّ العقلانيّ[1]، ويَسمَحُ للمخِّ العقلانيِّ بأن يعمَلَ ويُسيطرَ ويديرَ الوجدان

مخُّ الوجدانيُّ شديدَ الحسَّاسيَّة بشكلٍ مُبالَغ فيه، فيَتحرَّكَ استجابةً لإنذاراتٍ كاذبةٍ كثيرة، بل ربَّما ‘‘يخترعُ’’ إنذاراتٍ غيرَ موجودةٍ، أو تكونُ ردودُ فعله مبالغًا فيها، ولا يستطيعُ الرجوعَ فيها بسرعةٍ بعد اكتشافِ الحقيقة.(المشاعر)

إنَّ الفَرقَ يكمُنُ في أنَّنا لا نستطيعُ رَفْضَ أحاسيسنا الجسديَّة، ونحن نعترفُ بذلك ولا نطالب أنفسنا بذلك. لكنَّنا نستطيعُ أن نرفضَ مشاعرَنا (أحاسيسَنا النفسيَّة)؛ وذلك لأنَّ هذه الأحاسيس النفسيَّة أقربُ إلى العقل والإرادة من الأحاسيس الجسديَّة.

المشاعر هي أكثر أجزائنا انتباهًا وتفاعلًا مع الحياة الحقيقية. فالأفكار المجردة قد تذهب بعيدًا عن الواقع وتعيش فلسفة نظرية، أما المشاعر فهي التي تجعلنا نعيش الحياة ونلمسها ونتفاعل معها

عندما يتكلَّمُ الكتابُ المقدَّس بأنَّ الإنسانَ قد انفتَحَتْ عيناه وعرفَ أنَّه عُريان، فهو ربَّما يَقصدُ أنَّ الإنسانَ كان ضعيفًا وعاجزًا وعُريانًا، لكنَّه كان مَستورًا بمحبَّة الله وقبوله وهذا يُشبه تمامًا الطفلَ الذي لا يخجلُ من عُريِه في برائته وثقته

أيضًا عندما نُعاقَبُ أولادَنا، فإنَّنا نعتقدُ أنَّه يجبُ أن نغضبَ ونصيحَ لكي يكونَ عقابُنا ذا قيمة. ليس الغضبُ هو ما يجعَلُ العقابَ فاعلًا، بل ما يجعَلُه فاعلًا هو أنْ يُنفَّذَ بحَزمٍ وصرامةٍ.

فكلَّما زادَتْ طاقةُ الإنسان الروحيَّة على الاحتمال، استطاعَ أن يقتربَ أكثرَ من المسيء، ويحتَملَ نَوعيَّاتٍ أكثرَ من البشر.

ليس الغضبُ هو ما يجعَلُ العقابَ فاعلًا، بل ما يجعَلُه فاعلًا هو أنْ يُنفَّذَ بحَزمٍ وصرامةٍ، وليس الغضبُ ضروريًّا.

أنَّنا نخلِطُ ما بين الغضب والاتِّهام. هذا الخلْطُ نشأ من كَوننا تعرَّضْنا للكثير من الاتِّهامات من أشخاصٍ غاضبين، فحدَثَ رَبْطٌ في أذهاننا ما بين الغضب والاتِّهام.

إنَّ الوعيَ يؤدِّي إلى التَّعبير، والتَّعبيرُ يؤدِّي إلى مزيدٍ من الوعي كما يزيدُ التعبيرُ عن المشاعر من القدرة على إدارتها، وتزيدُ إدارةُ المشاعر من التعبير، الذي بِدَوره يزيدُ من الوعي وهكذا تصيرُ هناك دائرةٌ، أو بالأحرى حلزون ‘‘صاعد’’، من النموِّ

لكي يتحكَّمَ الإنسانُ في غضبه أو رعدته ولا يخطئ، فإنَّ عليه أن يمارِسَ الكلامَ ولو إلى نفسه.

يمكنُنا أن نشبِّهَ المشاعرَ بحصانٍ نركبُه في هذه الحياة. قد يكون هذا الحصانُ ضعيفًا لدى بعض الناس، بينما يكونُ قويًّا لدى البعض الآخر. قد يكونُ مدرَّبًا مُرَوَّضًا لدى البعض، وبرِّيًّا هائجًا لدى البعض الآخر

إنَّ المشاعرَ هي طاقةُ الحركة والتفكير وكلِّ الأنشطة التي تحدُثُ في الداخل والخارج. وكلمة ‘‘مشاعر’’ في اللغة الإنكليزيَّة (emotion) هي في الأصل قسمان: أوَّلُهما الحرفُ (e) وهو اختصارُ كلمةِ (exo) والتي تعني خارجًا أو إلى الخارج، وثانيهما الكلمة (motion)

المشاعرُ هي ذلك ‘‘العضوُ’’ فينا الذي‘‘يعيش’’ بالفعل. فهي تربِطُ ما بين طبيعتنا البَدائيَّة الطفوليَّة، والعالَم المباشر من قبل أن تنشأَ القدرةُ على التَّفكير والتَّحليل.

إيضاحٌ لحقيقةٍ مهمَّة: أنَّ ما يُؤثِّرُ فينا ليس الأحداثَ الخارجيَّةَ بقدر ما هو تفسيرنا لهذه الأحداث وقراراتنا بشأنها.

إيضاحٌ لحقيقةٍ مهمَّة: أنَّ ما يُؤثِّرُ فينا ليس الأحداثَ الخارجيَّةَ بقدر ما هو تفسيرنا لهذه الأحداث وقراراتنا بشأنها.

والتفسيرُ الأدقُّ لهذه الظاهرة هو أنَّنا لا نختزنُ الغضبَ، وإنَّما نختزنُ معتقداتٍ خاطئةً تؤدِّي بنا إلى الغضب غير المبرَّر.