ظني أن هذا الكتاب (أو الكتيب) هو أفضل ما يمكن قراءته كمقدمة تعريفية تتسم بالشمول والاحاطة، عن المفكر والفيسلوف العظيم ابن رشد. مازلنا نطالع ونفهم ونتعلم من أعمال ابن رشد، فبالرغم من مرور قرون كثيرة على إنتاجه الفكري والمعرفي، وبالرغم أن تلك القرون بالذات اتسمت بتسارع مذهل في إنتاج وتراكم العلم والمعرفة والفكر، إلا أن أعمال ابن رشد وما تحمله من أفكار ورؤى وآفاق لم تفقد جدتها وجديتها وتأثيرها، وهذا ما يكشف عن أصالة وعبقرية شديدة التجذر والاثمار في آن. وإنه لفخر واعتزاز لكل عربي ومسلم بأن الحضارة العربية الإسلامية ولدت وانتجت مثل هذا المفكر الفذ.
وأخيرا لا يمكن الانتهاء من هذه المراجعة السريعة المبتسرة للكتاب بدون شكر وامتنان عميق لكاتبه محمد المصباحي، فكتيبه هذا يكشف عن احاطة واسعة وعميقة ومكينة بفكر ابن رشد واعماله، كما يكشف عن قدرة المؤلف الفائقة على التلخيص والتكثيف على نحو مبهر حقيقة. كما أن الشكر، كل الشكر والامتنان وكل الدعم لمركز دراسات الوحدة العربية على مجهوداته ومنشوراته البديعة الخلاقة التي تسهم أيما اسهام في التنوير والتقدم ودخول العرب مرة جديدة في صنع التاريخ.