هذا الكتاب، أو بمعنى أدق الكتيب، هو نموذج لاحد اجمال التجارب الفكرية والثقافية، وهو تعرض كاتب ومثقف كبير ولامع لكتابات وفكر أحد ألمع المفكرين والفلاسفة المعاصرين العرب.
محمد عابد الجابري ومشروعه الكبير والمركزي لكشف عن بنية وتكوين العقل العربي، أي الأدوات والمناهح وابستيمولوجية وآفاق الإنتاج الفكري والثقافي العربي بمختلف تجلياته ومجالاته، والمنكر الكبير واللامع عبد الإله بلقزيز الذي يقف هنا في هذا الكتيب أمام هذا المشروع، بكل أبعاده المذكورة، مستعرضا ومحللا وناقدا أيضاً بكلمات موجزة ورشيقة تصيب هدفها بدقة وتعتبر من أفضل ما قدم من مقاربات لهذا المشروع.
كتيب بلقزيز يقف بالتبجيل والاحترام اللائق لمشروع الجابري المحوري والذي يعتبر من أهم المشاريع التي خطت للكشف عن البنى الثقافية العربية وأخواتها لإنتاج المعرفة في حقولها المختلفة، لكن في نفس الوقت لا يقع في أسر هذا المشروع الصرح العظيم. ويقف على مسافة متأملة ونقدية بديعة وملهمة منه.
أنصح لكل مهتم بمشروع الجابري بشكل خاص وقضية التراث والفكر العربي الاطلاع والقراءة بدقة واستمتاع لكتاب بلقزيز هذا، والتفكير الطويل والتأمل فيما ورد فيه.