إن تمزق الرابطة التي تجمع شخصا بآخر، أو بكيان يمثل في مخيلته مصدرا للعدل والحماية والأمان إنما يصيبه بالارتباك، ويجعله مشوشا ازاء المعايير التي يعتمد عليها في رسم عالمه الخاص، وربما يقوده إلى فقدان الثقة في قدرته الخاصة على تقييم الأشياء والأشخاص، وفي كل الأحوال كلها تتضاءل ثقته في المجتمع وفي الأشخاص المحيطين به والمقربين منه...
ذاكرة القهر ؛ دراسة حول منظومة التعذيب
نبذة عن الكتاب
يجسد التعذيب أسوأ ما يمكن أن تنحدر إليه ممارسات بعض البشر ضد بشر آخرين، ولا تقتصر أضراره على الألم الرهيب الذي يتركه لضحيته، إنما تمتد لما يبثه فيها وفي المجتمع المحيط بها من حالة نصفها بلغة الطب النفسي بأنها اليأس المكتسب، وفقدان الثقة في الجيرة والمعارف والأصدقاء، بل وأحيانا في الأسرة ذاتها التي عجزت عن توفير الحماية والأمان. إلى جانب الآثار التي يعانيها الناجون مِن التعذيب، تجذبنا تلك التركيبة النفسية والاجتماعية المعقدة التي تسمح للجلادين بمزاولة عملهم، والتنكيل بضحاياهم عبر مواجهة غير متكافئة، يمكن وصفها بأنها مواجهة جبانة مِن قِبَل المُسيطر فيها، فالضحايا مُحتجزون، مَعصوبو الأعين، مُكَبَّلو الأيدي، لا يملكون درء الاعتداء الواقع عليهم بأية وسيلة. رغم صعوبة التكهُّن بما يدور في ذهنية الجلادين حين يمارسون التعذيب، إلا أن هذا العمل يُلقي في بعض فصوله ضوءً على الدفاعات النفسية التي يستخدمها القائمون على التعذيب من أجل تبرير أفعالهم، وتحصين أنفسهم من الشعور بالذنب إزاء جرائمهم الفادحة، وهي آليات تستند إلى حد كبير على الخلفية السياسية، والنظام الحاكم الذي يدعم هؤلاء ويقدم لهم الحماية والمباركة. لعل القارئ يجد في هذا الكتاب ما يشبع نهمه وفضوله تجاه ظاهرة التعذيب، تلك الظاهرة التي تضعها المؤلفة تحت المجهر بتفاصيلها المتشعبة وجوانبها الخافية، وانعكاساتها النفسية على الأطراف كلها.عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 454 صفحة
- [ردمك 13] 9789938886436
- دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
205 مشاركة