هذا كتيب بديع يوضح كيف تتم عملية التعلم في المخ بشكل عملي ومادي وقابل للملاحظة والرصد، حيث أنها تتم أساسا عن طريق زيادة الروابط بين خلايا المخ العصبية. فتلك الخلايا تستجيب للمؤثرات الخارجية وينمو تشابكها وترابطها في عملية التعلم. هذا التشابك والترابط هو الذي ينمي العقل ويبني السياقات والاطر في العقل البشري ومن خلال تلك العملية تتراكم الخبرات وتتفاعل مما يسهم في نمو العقل وتوسيع الإدراك وتعميق الوعي.
إن هذا الإدراك المادي لعملية التعلم وكيف تتم في المخ البشري هو إدراك حديث وجديد، أمكن الوصول إليه ينمو التكنولوجيا التي فتحت الطريق لبناء أجهزة ترصد أنشطة المخ البشري في حياته وأثناء عمله، ومن قبل لم نكن نملك سوى المعلومات التشريحية لمخ ساكن لاشخاص لم يعودوا أحياء.
وفي الحزء الثاني من الكتيب، يتم رصد الشروط اللازمة لعملية تعلم الأطفال بطريقة صحية وبناءه، تعمل على إطلاق قدرات الأطفال الكامنة وإطلاق فاعليات التعلم الموجودة بالفطرة فيهم وفي عقولهم.
إنه كتيب من هام للغاية ويجب أن يقرأه بعمق وبفهم كل الآباء والامهات، لما كان لهم من دور أساسي ومحوري ومبدأي في عملية تشكل ونمو القدرات المعرفية والادراكية ووعي الطفل، كما أيضا يجب أن يكون كل ما في هذا الكتاب واضح ومفهوم بشكل كامل لكل المنخرطين في العملية التربوية والقائمين عليها وكل قادة الدولة والمثقفين ونخب المجتمع من أجل أعداد أجيال متميزة بالعلم والخبرة واتساع الوعي والمعرفة، فعلى أكتاف مثل تلك الاجيال وبهم تتقدم المجتمعات وتقام الدول القوية المنيعة القادرة على الحفاظ على استقلالها وسيادتها وتحقيق أهدافها.