يتناول هذا الكتاب أهم القضايا المجتمعية المعاصرة والتي تمس المسلمين عقيدة وفكراً وسلوكاً وأخلاقاً. كان هذا الوقت المستقطع عبارة عن وقفة تأملية من أجل التفكر في الواقع ومشكلاته ومآلات البقاء على الحالة الراهنة. فكان هدفه الخروج بفكر جديد وحل يمكن أن يغير المسار فضلاً عن الاستمرار على المسار الخاطئ نفسه كل مرة.
فحكى عن شتى المواضيع التي باتت تشغل الفكر المجتمعي وعن التناقضات التي نعيشها وعن الإفراط أو التفريط وعن سوء فهم بعض النصوص والأحاديث، مسقطاً الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على هذه الوقائع إما لتدعيم الرأي أو إظهار الخطأ أو تصحيح المفاهيم.
تنوعت الموضوعات بين موضوعات السمع والطاعة، والعدل، والتقدير والتقديس، والتفاؤل، ووحدة الصف، والتسامح، وميل الموازين وغيرها.
قد تبدو هذه مواضيع عامة قد يجدها القارئ في أي كتاب، وهو ما ظننته في بادئ الأمر، غير أن الكاتب قد تناولها من زاوية مختلفة تماماً، فأوضح الخطأ في فهم حتى أكثر الأمور بداهة بالنسبة لمعظمنا. ففي فصل التفاؤل حكى عن كيف أن التفاؤل يمكن أن يكون ذا ضرر على الإنسان فيما لو استعمله في غير موضعه، وفي فصل وحدة الصف شرح عن أهمية كون الصف صحيحاً قبل كونه موحداً، وقس على ذلك بقية المواضيع التي أورد مع كل منها أمثلة عديدة ومتنوعة.
كان الكتاب متوسط الحجم ولكن قراءته من أيسر ما يكون، فقد كان الأسلوب سلساً مترابطاً، والعرض منسقاً وواضحاً، والموضوعات المطروحة جديدة ومثيرة للاهتمام.
كتاب ممتاز، عميق المضمون، سهل القراءة والاستيعاب، أنصح بقراءته لكونه مسلطاً الضوء على أمور كثيراً ما تعمى عنها القلوب والأبصار إما جهلاً أو تجاهلاً.
أعجبني الكاتب كثيراً ولكنني مع ذلك أحسست النجمات الثلاث كافية.