بيروت في يوم حصارها اختنقت بروائح الدخان المنبعثة من التفجيرات وروائح الموت الذي توزعه الطائرات والبوارج الإسرائيلية... غبر أن أهلها الصامدين بروح المقاومة يقولون لأشقائهم العرب عند السؤال عنهم «نحن بخير طمئنونا عنكم»
يوميات بيروت المحاصرة: حرب تموز 2006
نبذة عن الكتاب
فاضت الجثث بالجنوب.. صرخ الجنوبيون لا ترسلوا لنا حليباً ولا خبزاً بل أكفاناً وتوابيت، لم يعد كل قماش الكون وخشبه يكفي ليحتضن تلك الجثث التي بقيت تحت الركام لأيام تنتظر أن تفسح لها السماء مساحة ليدخلوها في باطن الأرض فترتاح.. قبل أن تنتهي الهدنة بلحظة أو ربما ساعات، عادت الغارات تنتقي القرى والضيع واحدة تلو الأخرى من أقصى الجنوب حتى أواخر الهرمل... تكررت الصور والمشاهد. دوي المدافع يدك البلدات الملاصقة للحدود. تحملت عيتا الشعب وعديسة وكفر كلا قصفاً لم تشهده من قبل. لا تنتهي القائمة هنا، فنيران قصفها طال الخيام تكراراً، وبنت جبيل وصور والنبطية واللويزة في إقليم التفاح وبعلبك والهرمل والبقاع الغربي، حيث راح اللبنانيون يعدون ما يستطيعون من الجثث. تتسارع سيارات الإسعاف بين قذيفة وأخرى فوق طرقات مدمرة لتصل إلى مشارف بلدة ما، أحياناً تستطيع أن تنقذ أو تسعف أحد الجرحى، وكثيراً ما تتوقف عن بعد تنتظر أن يسمح لها ذاك الجنرال الواقف فوق مدرعته، ذاك الذي مزق كل الاتفاقيات والبنود الدولية المتعلقة بإسعاف المدنيين في الحروب أمام أنظار الكون، أن يسمح لها بأداء مهماتها الإنسانية. "هي حرب إبادة جماعية" يكرر ذاك الذي لا يسمع باعتصام أو مسيرة أو تظاهرة إلا ويحمل لافتة كتب عليها "إسرائيل تنفذ حرب إبادة بالفلسطينيين واللبنانيين". ويتطلع بنظرات العاجز الذي لا يملك سوى الصراخ والتظاهر كأنما يقول "أضعف الإيمان". لا يدفعه إلى الابتسامة إلا تلك الصورة الضخمة المتدلية من جسر فؤاد شهاب والمطلة على ساحة الشهداء.. صورة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وعليها عبارة "مجزرة الأطفال في قانا هدية رايس" وفي الأسفل صور لجثث أطفال قانا وعليها "القنابل الذكية.. الغبية". الصور تتفاوت بين تلك المنددة والتي توجه إصبع الاتهام للقاتل وأخرى تجسد حجم ارتصاص الشعب اللبناني خلق قياداته أو تطلعه لحياة هادئة بعيدة عن آلة الموت الإسرائيلية. خولة مطر.. صحافية من البحرين، عاشت يوميات الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006 بساعاتها ودقائقها ولحظاتها الطويلة والثقيلة. تحت القصف وبين الصاروخ والصاروخ والقذيفة والقذيفة. مع الجرحى والقتلى والمنكوبين والنازحين والنازفين. من الجنوب بكل مدنه وقراه وشوارعه إلى بيروت وضاحيتها المستهدفة إلى البقاع إلى الجبل إلى الشمال. كأنها كانت في كل الأمكنة وفي كل اللحظات... لتدون ما رأت بل عاشت وما سمعت ويكون كتاب "يوميات بيروت المحاصرة" وثيقة من وثائق حرب مفصلية من الحروب المفتوحة على لبنان. .... "رسائل يومية عاجلة وحارة ومقتضبة تتميّز بحس إنساني عميق وبلغة شاعرية شفافة تكاد تكون أقرب إلى مذكرات جندي في معركة من رسائل صحافي يغطي الأحداث" صحيفة الأخبارالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2007
- 215 صفحة
- ISBN 9953212848
- دار رياض الريس للكتب والنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
79 مشاركة