المؤرخ المتميز هو من يأخذ بيدك ليرشدك إلى الأحداث والشخصات.
الكاتب هنا أستطاع إضفاء أكثر من بعد ,
الزمان/الأحداث والمكان/العمارة والشخصية/السياسة.
ليس فقط مؤرخ لكنة يشّرح الشخصية المملوكية بإحترافية محلل نفسى وبخبرة سياسى محنك يربط الأحداث بعضها البعض.
أسلوب سلس ممتع رشيق ينتقل من نقطة إلى آخرى ببراعة بلا ملل أو تكرار .
يمتلك زمام الأحداث ويفسرها بتسلسها المنطقى لا الترتيبي.
الكثير من الأراء السياسة تصلح لعصرنا الحالى, بل الكثير من الأحداث تتشابة مع مواقف وأحداث عصر ما بعد الثورة.
الكتاب يصلح كمنهج دراسي لفهم مبادئ سياسية وإنسانية.
حتى تفهم الشخصية المملوكية لابد من الرجوع إلى الأصل والنشأة والأحداث المؤثرة والمهمة فى حياة كل شخصية.
المٌلاحظ أن الشخصية المصرية فى العصر المملوكى كانت عنصر سالب فى أغلب الأحوال, ولا تكاد تذكر إلا فى سياق نهب قصور المغضوب عليهم من أمراء المماليك وجباية الضرائب من العوام.
أيضاً خلفية معظم الآباء المؤسسين للدولة المملوكية أمثال
قطز/أوزبكستان,بيبرس/كازخستان,قلاوون/القوقاز.
هنا تكمن أهمية الأرض الصالحة تنبت الفرسان العظام للدفاع عن الأمة العربية ضد جراد المغول وأستيطان الفرنجة/الصليبين.
فالشعب المصرى المسالم والبلد ملئ بالخيرات والكنوز.
والموقع وسط بين الروم وفارس والجزيرة والشام .
والنيل والبحرين الأحمر والمتوسط يمد و خطوط المواصلات بين مصر وباقي البلاد.
أذن الموقع أستراتيجي لبداية أى حمله عسكرية ناجحة.
والأرض خصبة مليئة بالموارد اللازمة للتمويل العسكرى.
كتاب ممتع شيق يأخذك فى بانوراما مملوكية لتعاصر الأحداث والحروب والمجاعات والعمارات والفتن والمحن السياسية الممتدة إلى عصرنا الحالى.