أول كتاب أقرأه لإبراهيم السكران.. وقد جذبني أسلوبه في أول صفحات هذا الكتاب.. مسلكيات..
الكتاب عبارة عن خواطر أو مقالات في مواضيع مختلفة... والمسلكيات التي يتحدث عنها السكران هنا هي ما اعتاده البعض من أبناء هذا الزمان – إن لم يكن معظمهم – من سلوكيات وتصرفات قد تكون بعيدة عن الصواب....
أسلوب السكران سهل جميل.. وهو أسلوب علمي يعرض الموضوع بطريقة البحث العلمي ...فهو يضع له مقومات وأهداف ويرتبه على شكل نقاط...
أشعرني الكتاب بقدر هائل من التقصير فيما يتعلق بالعبادة و طلب العلم و الاستفادة من الوقت الوقت..... لكن حقيقة أسلوب السكران أقرب إلى التقريع منه إلى النصح والإرشاد... وهو يكثر من ذكر أحوال السلف ... ويورد لك الشواذ من القصص والأمثلة التي تقزمك وتحجمك.. وهو يريد بضرب تلك الأمثلة صعقك بالمفارقة بين سلوكهم وسلوكنا ... لكن برأيي أنه ضرب أمثلة كتلك قد تأتي بنتيجة عكسية... حيث يستشعر القارئ الفرق الشاسع بيننا وبينهم ويدرك أن زماننا غير زمانهم... وهذا لا يبعث الأمل في النفس بل اليأس والإحباط..
فهو مثلا يضرب لك مثالا على سرعة القراءة فيذكر أن "إسماعيل الضرير الحيري" قرأ صحيح البخاري في ثلاثة مجالس فقط!
بالرغم من ذلك فالكتاب جيد وجدير بالقراءة وهو يفتح عينيك على أشياء قد تكون خطرت ببالك لكنك لم تعطها قدرا كافيا من التفكير والتدبر...