غايب
تأليف
مشاري محمد العبيد
(تأليف)
سبحَ بوغايب برفقة عدد من الرجال نحو الحطام القادم من قلب الخليج، الذي راح يتزايد كلما اقتربوا منه. ينادون، علّه يحمل ناجين. يصرخون، فيُنصتون هنيهة. قطعَ هديرَ الموج صراخُ طفل. تناهى -على الفور- لمسمع بوغايب الذي هرع ناحيته بسرعة. رأى قطعة خشب كبيرة، تتمايل مع ترانيم الموج. حُشر صندوق ما بين ألواحها...
وضع بوغايب الصندوق بعناية على رمال الشاطئ. فتح الغطاء الذي يبدو بأنه قد أُغلق بإحكام، ليرى ملاكًا صغيرًا، باكيًا. يُحرك يديه الصغيرتين بعشوائية. أغلق عينيه بقوة بعد مفاذ خيوط النور إليهما. حملهُ عاليًا. ضمّه إلى صدره. وكأنه في تلك اللحظة يُعلن أبوته له.
ومن هنا وُلِدت قصة.. ترويها ذاكرةُ غايب.
ما سبق هو مشهدٌ مُقتطف من رواية (غايب)، وهي ما يستهل بها الكتاب، الإصدار الثاني للكاتب، ومن ثم تأتي 11 قصة قصيرة