استمتعت كثيرا بقراءة هذا العمل
الأدبى المميز وخطوة رائعة
من دارنشر "الكرمة" عندما
أعادت تجمعيه ونشره فى
كتاب جديد بعدان كان صدر
ضمن سلسلة روايات للجيب
هذه السلسلة حملت اسم
"سلة الروايات" صاغها وكتبها
المبدع صاحب الأعمال
الدرامية المميزة الكاتب
"محمدسليمان عبدالمالك"
النسخة التى قرأتها هى نسخة
"الجيب" ومقسمة الى جزئين
لذا سيكون ريفيوهى أيضا
منقسم لجزئين.......
*حياة جديدة ج1:_
"نحن نعطيك (حياه جديدة)
بسعر مغر
الأختيار لك وحدك.......
اوقف شيخوختك.......
واستمتع مرة باخرى
بحرية الشباب
وبالسعادة الأبدية ....."
لم يتمالك نفسه أمام اعلان مغرى
كهذا "فايز ابواليزيد" صاحب
اكبرامبراطورية اقتصادية
والذى ناهزعمره التسعين عاما
خاصة مع الطمع الذى ابداه
"شوقى " ابن شقيقه ورغبته
فى وضع يده على الثروة
كلها وأيضا مع ازدياد وتكالب
أمراض الشيخوخة عليه لم
يجد بدا من الأستعانة بتلك
المؤسسة العجيبة التى تعيد
الشيخ الى صباه بحياه جديدة
عن طريق زرع مخه فى جسد
شخص آخر شاب معافى
البدن وبحالة صحية جيدة
واختار له اسم "ميلاد "
وماذا بعد ان عاد ابواليزيد فى كامل شبابه وصحته؟!
هل ستأتى الرياح بما اشتهى
أم ستذهب به الى المنتهى؟!!"
*حياه جديدة ج2:_
الدكتورة"عصمت زين الدين"
إمرأة بلغت من العمر أرزله
والتى أفنته فى المؤتمرات
والأنجازات والأبحاث العلمية
وبرغم زواجها من "نعمان "
الذى امتد مايقرب من خمسين
عاما الاأن هذا الزواج ظل
نقطة سلبية تؤرق حياتها
وبتوالى الأحداث رأت فى
مؤسسة "حياه جديدة" الملاذ
والفرصة الذهبية باستبدال
حياتها العقيمة بأخرى
مليئة بالشباب والحيوية عن
طريق زرع مخها فى جسد
فتاة صغيرة لايتعدى عمرها
19 عاما ذات ملامح أسيوية
جميلة واطلقت عليها
اسم "جيسكا" لتواجه كم
من الأحداث التى تقلب حياتها
الجديدة تلك رأسا على عقب ....
*الأسلوب الأدبى وتكنيك الكتابة
وتوظيف الشخصيات ".....
اتسمت الرواية بنص أدبى
محكم وقوى جدا فى السرد
واللغة والمشاهد الحوارية
لايمكن معها باى حال ان تصدق
انك تقرأ فى رواية للجيب
ومن تربى مثلى على قراءة
مثل هذه النوعية من السلاسل
سيدرك حجم الفارق الهائل
الذى ميز بها الكاتب هذه
السلسلة عن غيرها والذى
خرج بها من عباءة النمطية
المعتادة بحكم انها موجهة للنشىء الصغير وجعل منها
نصوص أدبية قيمة وعالية
الجودة على مستوى قدر
القارىء الكبير وترتقى
بفكر القارىء الصغير.......
أيضا إحدى النقاط التى تعامل
معها الكاتب باحترافية وابداع
ان جعل من الجزء الثانى
من الرواية وكانه رواية منفصلة
وفى ذات الوقت تعد امتداد
لجزءها الأول وبرغم التكنيك
العالى للحبكة الدرامية للرواية
بوجه عام إلا أن التوهج الأدبى
وصل الى أوجه فى الجزء الثانى
منها بالنقلات السريعة للاحداث
المليئة بالأثارة والمفاجآت
الشيقة والغيرمتوقعة
والممتددة حتى الصفحة الأخيرة
أضف الى ذلك البناء الدرامى
القوى والتوظيف المبهر
للشخصيات وادارتها بحنكة
واقتدار فضلاعن جعل
نصف الرواية الأول بطلها
رجل وجزءها الثانى بطلته
إمرأة وهوماأضاف ثقل وعمق
للفكرة ومضمونها......
ويتجلى الأبداع عندما أتى
الجزء الثانى أوبحسب
النسخة الجديدة نصفها الثانى
على نحو مغاير لماتم بناءه
فى النصف الأول فالظروف
والملابسات التى جعلت
"ابو اليزيد "يلجأ لتلك المؤسسة
تختلف عن الظروف والملابسات
ذاتها لدى "عصمت زين الدين"
برغم ان طريقهما فى النهاية
بدا واحد ا .........
حياة جديدة رواية ممتعة
ومليئة بالأحداث الشيقة
والمفاجآت الغيرمتوقعة
تخلص فكرتها الى أن
" الله عزوجل جعل لكل شىء
بداية ونهاية وأى مساس
أو محاولة للعبث فى الأطوار
العمرية التى قدرها الله على
مخلوقاته ان يمروا بها ستعود
بحياه مخيفة على من يعاند
فطرته حتى وان جاءت
بوعد زائف حمل توقيع
حياه جديدة "
