منذ السطور الأولى تدرك أنك أمام مجموعة قصصية جيدة، ومتميزة إلى حد كبير،
لدى الكاتبة لغة خاصة تجيد استخدامها وتطويعها تبعًا لمواضيع قصصها المختلفة، تكتب قصصًا ليست طويلة فالمجموعة تحوي 23 قصة قصيرة، تدور عوالمها بين مواضيع متعددة وإنت كانت الأقرب للمرأة وتصوير مشاعرها ومواقف مختلفة بزوايا متعددة، أعجبتني في القصص بشكل عام اللغة الشاعرية التي تنساب هادئة بين ثنايا عدد من القصص فتضفي طابعًا خاصًا بالقصة والحالة التي تتحدث عنها، مهما كانت قاسية أو مؤلمة، وعلى الرغم من أن المجموعة منذ عنوانها (لست بأنثى) والإهداء (إليكن .. فلا أحد يرى ما خلف أعينكن وطلاء الشفاه) يبدو موجهًا للأنثى بشكل أساسي، إلا أن الكاتبة تنوَِّع في كتابتها بين ما ترصده في المجتمع بشكل عام بين الرجل والمرأة، بدون عبارات إنشائية أو لغة خطابية زاعقة، تتناول تلك العلاقات الملتبسة ببساطة، والمشكلات التي قد تبدو معقدة بكل هدوء فنجد مثلاً محاولة تبدو فانتازيه في (أعطوه جسدًا) .. وعلاقة تبدو مقتصرة على الورق والكلمات في (عزة نفس) و(بين قوسين) وغيرها من القصص ، وهي قادرة أيضًا على القفز إلى الناحية الأخرى ونقل مشاعر الشاب/الرجل كما فعلت بشاعرية في قصة (المتلازمة) التي يحن فيها البطل لأمه ويتذكَّر حبه الغائب ويحاول أن يستعيده (من غير كسوف) ..
أعجبتني أيضًا بعض القصص التي تتضافر فيها الواقعية بالرمزية بشكل ما، وذلك في قصص مثل " أحلام مطوية" و أطياف القلعة الرملية" ..
المجموعة بشكل عام جيدة، تنبئ بكاتبة واعدة جدًا ..
وربما تحتاج إلى قراءة أخرى
.
شكرًا شيماء :)