مجموعة قصصية جميلة، متنوعة، سلسلة، انسانية :)
كانت هذه المجموعة القصصية اليوم رفيقتي عندما غادرت المنزل وكنت قد قررت أن أقرأها وأنا أنتظر اختي الصغيرة في التدريب الخاص بها لمدة تزيد عن الساعتين
وعلي الرغم من الإضاءة السيئة للمكان واصوات الاطفال في التدريب ( هع هييع هووع كاراتيه بقى وصداع )
إلا انني اندمجت تماماً مع هذه المجموعة منذ القصة الأولى :)
تعتبر هذه المجموعة من أفضل ما قرأت للكُتاب الشباب في الفترة الأخيرة وذلك لعدة أسباب أساسية
1 - اللغة البسيطة التي كتبت بها القصص فلم تكن تقيلة ع القارئ ولم يكتب بالعامية أيضاً ولكن بلغة سليمة قد لا تجدها عند الكثيرين
2 - لم يستخدم بعض الطرق التجارية في الكتابة والتي اشتهر بها البعض في الأونة الأخيرة
3 - التنوع في القصص ومحتواها ما بين اجتماعي وسياسي ورومانسي وبالتالي لا يوجد ملل
4 - نقاشه للعديد من القضايا التي تهمنا بطرق مختلفة من خلال قصصه
أحببت المجموعة الأولى من القصص (ان يسمح لي الكاتب بتقسيمها ) حتى (ثلاث دقائق فحسب )
على عكس المجموعة الأخيرة وان استثني منها (لحظة ضعف) وأضمها للمجموعة الأولى
فمع انتهاء القصة الأولى وقفت قليلاً مصدومة من نهايتها لأفكر
ربما سمعت الكثير وقرأت الكثير وشاهدت أيضاً الكثير بحكم تواجدي فترات طويلة خارج مصر عما يمكن أن يلاقيه الشخص في الغربة وخاصة في الدول الأوروبية ولكن ابدع الكاتب في هذه القصة ليظهر الاضطهاد الذي يتعرض له البعض بقسوة لا تنتهي وبطريقة لم اتوقعها ولم تمر بي من قبل .
اما القصة الثانية فربما تكون واقعية جداً وحدثت وتحدث كثيراً فمن منا لم يسمع عن كارثة حدثت في قسم شرطة ؟
وكم تألمت من أخر كلمات فيها
أرجوكم ان لا تبقوني لحظة واحدة في هذه البلد
البلد التي لا يحيا فيها بشر ولا يحكمه إنسان
بل يحيا فيها عبيد ويحكمه فقط ... الباشا !
أما الصديقة الأمريكية فقد صدقت كل الصدق فيما قالت
قد يمتلئ المصريون بالكثير من الموبقات حقاً ولكن الخوف كل الخوف إن طبقوا نفس الطاعة والخشوع والنظام الصارم في حياتهم كما في الصلاة، فعندها سيحكم المصريون أمريكا ويحكمون العالم !
أما في القصة الرابعة ففعلاً استطاع ان يظهر نموذج من تلك الالات البشرية التي تنفذ دون فهم حتى ولو حساب نفسها وعائلتها وحياتها كلها
أما في قصة في بلد اللحى واللي كنت انتظرها منذ أن بدأت في قراءة هذه المجموعة والتي يحمل الكتاب اسمها فهذا بالفعل ما قد حدث وربما وصلنا لهذا الحال وأكثر
ولكن دعنى أفكر هنا بصوت عالي كما حدث وأنا أقرأ هذه القصة
فبعد التغييرات السياسية الأخيرة حدث عكس القصة تماماً فقد أصبح الناس يخشون الإنسان الملتحى او المرأة المنتقبة بشكل كبير وغير مبرر
وسواء كنت من مؤيدين او المعارضين للأخوان فهذا ليس مجال النقاش هنا ( لا اقصد الكاتب ولكن أقصد اي قارئ لهذا الكلام )
فليس طبيعياً ان يحدث نبذ لأي ملتحي او منتقبة ويكون اتهامهم مباشرة انهم اخوان !!!
فلقد تطور الامر مع البعض انك في محاولتك للالتزام قليلاً ولو بقراءة القرأن يأتي التعليق من بعض الظرفاء ( هو انت بقيت من الأخوان ) ؟؟!!
فكيف تحول الأمر بهذه الطريقة ؟!
احم مع اني كل مرة اقول مش هتكلم في السياسة بس بردو بتكلم :D
اما كبش الفداء فضحكت بعدها صراحة فهذه هي مأساتنا الدائمة نُسقط دائماً الرأس وندع الجسد في فساده يُكمل ما بدأه في العبث بمقدرات البلاد والعباد !!
أما وساد السكون وعلى الرغم من أني توقعت ما سيحدث منذ اللحظة الأولى وان القدر كالعادة سيلعب لعبته لتستمر مأسينا في الحياة إلا أني أكملت على امل بسيط
أن يختلف موقفها عن غيرها
ان تقول لأ
ولم يخيب الكاتب أملي نهائياً
وأعجبتني جداً هذه الجزئية في القصة لا أدري لماذا ربما لأنها واقعية
فبرغم كل شئ إلا أنه لا يوجد فتاة في العالم لا ترتبك في موقف كهذا، حتى ولو كانت تمقت العريس وتمقت الزواج نفسه !
أه والله .. أه والله .. أه والله :D
نأتي للسلبيات في هذه المجموعة والتي اعتقد انها لم تؤثر في جودة الكتاب ككل
1 - الأحداث المتوقعة وأنا اقرأ وانا متوقعة ما سيحدث في بعض القصص علي الرغم من انه في بعض القصص الأخرى كان مبهره حقاً
2 - بعض القصص جاءت درامية وغير واقعية مثلاً اخر قصة كان يمكن أن تظهر الحقيقة ولو بحديث داخلي لسميحة بدلاً أن يظهر المتوفى بهذا الشكل
3 - هناك بعض القصص تمنيت أن تكون خارج هذه المجموعة لانها لا تنتمي لها وكأنها دخيلة عليها وهي الخاطرة (وقت الرحيل) + قصة لا تنتهي
4 - اراه ليس خطأ الكاتب ولكن يقع مسئوليته علي دار النشر ولو ان الكاتب غير معفى من المسئولية أيضاً وهي الأخطاء الإملائية الكثيرة جداً ( بصراحة بتستفزني حروف زيادة وحروف قليلة #شغلي_كمعلمة_لغة_عربية_أثر_عليا)
ولكن في الحقيقة استمتعت جداً بصحبة هذه المجموعة فهي لم تكن قصص فقط ولكن تحتوي الكثير من المعاني :)