ذوق الصلاة عند ابن القيم

ربطَ العلامة ابن القيم الصّلاة بالتوحيد بطريقة عجيبة جداً واستطاع إثبات أنّ محور الصلاة ومدارها كله هو "الله أكبر" .. تفصيلات لا تخطر في عقل بشر ما لم يؤته الله ذلك البحْر من العلم ، سبعة أنواع للهداية ذكرها المؤلّف لا تخطر على البال ، وذكر المبتغَى من كل ركن مع الاستشهاد بأحاديث صحيحة ، وذكر كيفية تمام الإخلاص في الصلاة وطُرق تساعدك على ذلك ، كلمات مختصرة بسيطة للإمام ابن القيم لخّصت أعظم شعيرة في الإسلام .

وإذا كانَ الإنسان يطلب الرّاحة في الصلاة ، فلابدّ أن يغوص في معانيها ، ويستشعر كل حركةٍ وكل سكنةٍ وكل كلمةٍ ليرتقي في معانيها ، فَهي ليست مجرّد حركات تؤدى لرفع الفرض .. إنّما هي لرفع بصيرة الإنسان إلى ملك الملُوك الله جلّ جلاله .

فهم دقيق للصلاة ، وتذوق عظيم لكل حركاتها وسكناتها وكلماتها .. وشرح للمشاعر التي على المصلي الحقيقي أن يتحلى بها..

اعتقد أنه كل ما أحسسنا بفتور في صلاتنا وأصبحنا نؤديها أداءً شكلياً ؛ صار من المهم بعد الاستغفار واللجوء إلى الله ؛ أن نقرأ كتاب مثل هذا ليذكرنا بمعناها وبحقيقتها ويعيد إلينا الشوق إلى الروح المرهفة الموصولة بخالقها .. على أن لا نعيد قراءة الكتاب نفسه في كل مرة ، فالتنويع يعين على تجديد المشاعر ، فلكل إنسان ذوقه الخاص للصلاة وبالتنويع تحصل الفائدة .. وكان من اكثر ما أعاد الروح إلى صلاتي هو برنامج الخشوع في الصلاة لمشاري الخراز ، وهناك الكثير من المؤلفات في هذا المجال يمكن الرجوع إليها كلما أصابنا الفتور ..

في البداية: أتذكر مقولة قرأتها قديماً " حالك في الصلاة يحكي حالك في الحياة " وهذي العبارة دقيقة جداً؛ أدركت حينما قرأت هذا الكتاب؛ الخلل الكبير في صلاتي وأرجوا من الله أن يساعدني على معالجة هذا الخطأ.. أتذكر في هذه الأثناء مقول أحد السلف : "جاهدت نفسي بالصلاة عشرين عامًا حتى استقامت، ثم تلذذت بها عشرين عامًا. بدأت بقراءة هذا الكتاب في وقت كنت ابحث فيه عن أسباب راحة البال؛ فقرأت أرحنا بالصلاة، وجعلت قرة عيني في الصلاة. فكانت مثل الإضاءت لي في معرفة مكمن الخطأ في حياتي.

الكتاب صغير الحجم ، كبير الفائدة ، بالغ الأهمية ، مفهوم العبارة لمن وعى أثناء القراءة ، يفهمه الصغير والكبير ، والجاهل والمتعلم.

وينبغي على أولياء الأمور أن يتفهموا أهمية الصلاة، ويعلموها لأبنائهم حتى ينشئ لنا جيل يعبد الله على بصيرة،ويعي أهمية عبادة الصلة بين العبد وربه. ونسأل الله الهداية والتوفيق