رواية جيدة ، تتحدث عن اصحاب دور الصفيح و ما يعانونه من ويلات الجوع و الحاجة ، لخص الكاتب حكايتهم في اطار اسرة مكونة من 3 ابناء و اب و ام ، اسرة ينطبق عليها مثل مغربي ( أش خاصك ألعريان ؟ .... خصني خاتم ) أي عندما يسأل شخص ما شخص اخر عاري عما يحتاجه ليستر عريه ، يجيبه الثاني بانه يحتاج خاتما . و هو ما يشرح وضعية الاب الذي لا يجد ما يسد به رمقه و رمق اسرته و مع ذلك لا ينفك يبتاع علب السجائر الرخيصة ، و تلك الام التي ترسل ابناءها للنوم و هم جياع ، و مع ذلك تجد ما تزور به مشعودا او فقيها . الرواية تدور بصفة خاصة حول ذلك الفتى حميد و هو بكر الاسرة التعيسة الذي يخرج للشارع في سن مبكرة باحثا عن عمل يعين به اسرته ، نجح الكاتب من خلاله في تجسيد معانات فئة من الشعب المغربي و التي لا زالت لحد الساعة للاسف متواجدة في عدة احياء و عدة دور صفيح منتشرة بالعديد من المدن المغربية . يبين الكاتب من خلال روايته تناقض الناس في حساباتهم المادية و امورهم الدينية فهذا يحرم اكل لحم الخنزير ، بينما يحلل شرب الخمر ، ذاك المقدم الذي يعتبر بناء براكة بحجم غرفة امرا غير قانوني بينما اخده للرشوة امر عادي و جاري به العمل ، و دولة لا ترخص لفتياتها ادارة الحانات بحجة انها تحت نظام اسلامي ، لكنها تبيح لها الاشتغال (و ان صح تسميته بالاشتغال ) في بيوت الدعارة ، و غيرها من التناقضات المهولة.....
اللغة المستخدمة في الرواية لغة بسيطة ، الا من بعض الكلمات العامية (و التي لم اجد صعوبة في فهمها بحكم انتمائي للمغرب )، و الاسلوب ايضا عادي ، للاسف لاحظت وجود الكثير من الاغلاط اللغوية ، الا انها لم تمنع من ايصال الفكرة العامة للرواية ، و اهم شيء انها قصيرة يمكن انهاؤها سريعا .