حسنًا، هي رواية أخرى من تلك الروايات الجنونية المرعبة
الرواية بأكملها أشبه بحالة من الهذيان!
تشعر وكأنك تقفز بين السطور بسرعة جنونية
كلّ فصل هو رحلة معاناة تلهث فيها مع البطل ولا تستطيع التوقف للحظة واحدة حتى نهاية الرحلة ( الفصل )، حينها ما تلبث أن تتوقف لتسترد أنفاسك حتى تبدأ رحلة جديدة وفصل جديد لا تستطيع منع نفسك من الخوض فيهما
هنا لا يتحدث عن الجوع بل عن تأثيره
يعكس من خلال بطل روايته صورة مرعبة عن تأثير الجوع والفقر
كيف وضعه في حالة من الوهن الدائم والضعف والهزال، بوجه وجسد مرعب لا يمت للبشر بصلة
وحالة نفسية تجعله هش كأوراق الشجر الخريفية، يبكي لأبسط الأشياء ويضحك في مواقف لا تتحمل الضحك
حالة لا متناهية من الخبل والهذيان، بين التضرع لله حينًا والكفر بوجوده حينًا آخر
يسير في الطرقات يحدث نفسه يضحك معها ويبكي بسببها ويُبكيها
يرتكب الحماقات، يؤذي الناس لا لشيء سوى تفريغ معاناته، ويساعدهم حينًا ولو على حساب نفسه فيزيد من معاناته
كيف يمكن أن تولد من كلّ هذه المعاناة إبداع ما في الوقت الذي لا يستطيع فيه من شدة الجوع التفكير ولو لحظة في مادة المقال وإذا أوحى إليه القدر بفكرة يضطر لربط يديه ليتمكن من الكتابة
وماذا عن المبادئ ؟
فلتذهب إلى المبادئ إلى الجحيم
إما أن يبيعها ليسد جوعه، وإما سيتركه الجوع يلتهم مبادئه أو تلتهمه هي
الجوع والفقر هما أقذر شيء يمكن أن يمرّ به الإنسان
يُجرد من إنسانيته ويصبح بلا احترام ولا كرامة ولا مبادئ
ربما هو ذاته يكره نفسه ويحتقرها
رواية مرعبة، لأنها تجعلك تضع نفسك مكان بطلها
كيف سيكون عليك تحمل كلّ هذه المعاناة والجوع الذي يجعلك تقضم أصابعك وتفكر في آكلها
يجعلك تبلع ريقك عشرات المرات حتى يجف حلقك
مُرعبة، لكنها ستجعلك تفكرّ بشكل أفضل
بشكل مختلف :))
تمّت
****