أيام قبل السقوط؛ رواية من وحي المجتمع العراقي
نبذة عن الرواية
"توقف القصف منذ الفجر، حلَّقت الطائرات الأميركية بعلو منخفض جداً تكاد تلامس الأرض. لم تعد هناك رصاصة واحدة تعترض طريقها. حبس الناس أنفاسهم في الملاجئ: متى سيعود دويّ المدافع والقنابل ليهزّ الأرض من جديد؟! ربما بعد قليل؟ ليس هناك من دويّ قنابل ولا قصف! انه أمر غريب! ربما ذهبت الطائرات لتتزود بالوقود والعتاد وستعود بعد قليل. لننتظر قليلاً فنحن هنا بأمان. نعم لننتظر، أو ليخرج أحدنا فيرى ما الأمر ثم يعود الينا بالخبر. لكن من الذي سيخرج؟ صمت... لا أحد يريد الخروج!!! لا بأس لنبقى هنا حتى نطمئن ونتأكد من أن الأمر قد انتهى. ماذا تعني (الأمر انتهى)؟ أقصد أن الحرب قد تكون انتهت. هل تنتهي الحرب بهذه السرعة؟!!! كلا كلا هذا غير معقول. نحن لم نتعود على الحروب القصيرة. انتظروا لحظة لنفهم الأمر. ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟!! انه محق. قل لنا لماذا تعتقد أن الحرب انتهت؟! هل الهدوء منذ الفجر، وتلك الطائرات التي تروح وتغدو دون أن يعترضها أحد بسلاحه. هل تقصد أن... أظنه على حق. هذا الهدوء غير مألوف! ربما هذا الرجل محق. اذاً ما بالنا هنا تحت الأرض؟ فلنخرج ونستنشق الهواء من جديد. الحمد لله انتهت الحرب. قد تكون انتهت.الحمد لله على أية حال... لم يبق أحد في الملجأ. خرج الجميع راكضين في الشوارع فشاهدوا الجنود الأميركيين في كل مكان ببزاتهم العسكرية الغريبة ومدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية، وهم يمشطون الشوارع دون خوف. سلّم سكان الحي على الجنود، وصافحوهم! بل هنالك حتى من عانقهم وأشبعهم تقبيلاً!!! دهش عصام وهو يرى أغلب سكان الحي يهللون ويهنئ بعضهم بعضاً لسقوط النظام وانتهاء الحرب. لم يكن يتوقع أن يرى جندياً أميركياً يسير منتصراً في الشوارع التي طالما ذرعها ذهاباً وإياباً دون أن يشم فيها رائحة أجنبيّ! لكن ها هو شارعه.. وبقية الشوارع... وبلاده بأسرها أصبحت بيد أجنبية تتصرف بها كما تشاء: ما الذي أرى؟ هل أنا أحلم أم أنه جندي أمريكي من لحم ودم يسير فعلاً أمامي؟! هل هذا معقول؟ لم أتوقع في حياتي أن أرى جيشاً أجنبياً يجتاحنا بهذه الطريقة!!! ويستقبلهم أولئك الحمقى استقبال الفاتحين! ما لهم ينهالون عليهم عناقاً وتقبيلاً كأنهم يستقبلون النبي؟! بالأمس كانوا يقبلون يدي صدام ويغنون له الأغاني، ويلقون له القصائد والأشعار التي تتغني بمناقبه وبحبهم له... فلو انتهت الحرب وبقي صدام رئيساً هل كانوا سيقبّلون الجندي الأميركي؟ أم كانوا سيهرعون لتأليف قصائد وأغانٍ جديدة بحب القائد ويتغنون بالنصر المبين... خرج أحمد من غرفته راكضاً نحو الشارع. سقط شعاع الشمس على عينيه فشعر بسعادة كبيرة وهو يغتسل بثوب ذهبي أكسته الشمس إياه فوق ثيابه التي لم تتعرض لتراب الشارع منذ سنين. صرخ بكل ما أوتي من قوة: سقطت الحكومة... سقط نظام صدام... لم تعد هنالك حكومة. أنا حرّ. أنا حرّ. وأخيراً أنا حرّ..". بعد تواريه عامين عن أنظار رجال الأمن... رجال صدام، خوفاً من القبض عليه بسبب تركه الخدمة العسكرية، فيلقى مصير أخيه وهو الإعدام بسبب تآمره على النظام... بعد عامين من العزلة بعيداً عن الناس وحتى عن ضوء الشمس... يخرج بطل الرواية أحمد بعد سقوط نظام صدام على يد الأميركيين... ولكن ليخرج من سجن الغرفة الى سجن وجبروت الأميركيين، تبدّلت الوجوه ولتبقى الممارسات التسلطية نفسها.. وانطلت على الجميع خدعة الحرية الجديدة، فقد جهزت أميركا قافلتها لتأخذ نصيبها من النفط... وبات يوم السقوط ذكرى عزيزة، يبكي لها البعض ويفرح لها البعض الآخر... ككل الذكريات.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 304 صفحة
- [ردمك 13] 9786140109704
- منشورات ضفاف
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
19 مشاركة