غريبة هي الذاكرة تتسلل من ثقوب النسيان تزحف بين شقوق العمر ومهما أغلقنا الأبواب في وجهها وأقفلنا النوافذ المطلة عليها صورة عابرة صوت كلمة كافية لتشعل ولاّعتها وتضيء هذه الناحية المنسية من العمر
أنتعل الغبار وأمشي
نبذة عن الرواية
رواية “أنتعل الغبار وأمشي” هي الرواية الخامسة للروائية والإعلامية والناقدة اللبنانية مي منسَّى. صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2006 عن دار رياض الريِّس للكتب والنشر. وتُرجمت فصول من الرواية إلى اللغة الإنجليزية. هي أشبه بالسيرة الذاتية، مروية بلسان بطلتها، في فصول قصيرة بلا عناوين. طفولة بائسة: فقر ونزوح وإعاقة جسدية، تقابلها عصامية مبكرة وحب للمعرفة وعناد ومقاومة. لكن ثمة في الرواية بوح جريء بعاطفة ونزعة إنسانية جميلة ولغة شفافة. .... عن اسم الرواية: تقول مي منسَّى إن رواية «أنتعل الغبار وأمشي» تصف المجزرة التي حدثت في قرية من قرى لبنان، وذهب فيها رجال ونساء وأطفال، ولملم صديقي الكاهن الأطفال المشردين بفعلها وأخذهم إلى فرنسا ليتعلموا. والرواية مستمدة من قصة الصبي الذي تعرفت إليه عند الكاهن ووجدت أن وجهه مشظى، فسألته «لماذا وجهك هكذا يا إيلي؟» فقال: «عندما دخل الإرهابيون ليقتلوننا نامت أمي فوقنا، ماتت أمي، وبقيت أنا وأخذت الشظايا». أما شقيقته التي اختبأت وراء الستار، ففقدت لغة الكلام. ولاحقاً، وجد (أي إيلي) الطريقة ليعود (إلى لبنان) ويدخل في المقاومة، بينما الفتاة "ماريا نور" تعلمت الصحافة وهي خرساء فأحبت الكتابة.. أحبت أن تعمل في البلدان الساخنة، وكانوا في الجريدة حيث تعمل، يقولون ما دامت خرساء أي "معاقة" فلتذهب إلى الأماكن الساخنة. قالت هي، يريدوني أن أكون هناك لأني لا أنفع شيئاً أنا يتمية، خرجت من مجزرة بلدي، وأنا معاقة فإذا مت من سيبكيني. وفي العراق، تحت الضرب والقصف ركضت وهربت مع الناس، وفقدت حذاءها وهي تركض بين المجاري والمياه. لم تستدر لتأخذ حذاءها. قالت «سأنتعل الغبار وأمشي», وكان هو العنوان (عنوان الرواية)، بل من هنا يخلق العنوان. ..... الجوائز:دخلت في القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2008, المعروفة بجائزة "بوكر" من الرواية: "كنت في قرارة نفسي بحاجة ماسة إلى الانفراد بدفتري السري كلما سنحت الظروف. بيني وبين ورقتي كنت أستعيد حقيقتي ولو مغبّشة، مستقيلة من طبيعتي الأخرى، المواربة، المتحايلة على الواقع للفوز برضى الآخرين وعطفهم. هذا الدفتر المخوّل دون سواه كتم اعترافاتي، كنت أخبئه نهاراً تحت فراشي وأعود إليه ليلاً حين الكل نيام، أصبّ فيه عصارة مكبوتاتي." "كنت أتحوّل ليلاً إلى شيطان رغبات مقموعة أحررها كتابة بشعور من يقترب الخطيئة بلذّة. كنت، وقلمي منساب برفق من وحيي الخصب، على اقتناع بأن الوقوع في الحب ينبغي أن يكون على مثال الحكايات، لا تحيا فيه المرأة العاشقة إلا إذا ذاقت عذاب الجحيم واحترقت في نعمة اللذة حتى الهلاك".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2006
- 312 صفحة
- ISBN 9953212589
- دار رياض الريس للكتب والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية أنتعل الغبار وأمشي
مشاركة من zahra mansour
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Dania Abu Taha
تغدو رحله الكتابه فعلا وجوديا موجعا لابد منه
بالحبر القاني تسلمت زمام امري اعصر الجرح عصرا لاجني قطرات وجع اغمس فيها كلماتي
الكتابه المغموسه في نتن الذاكره منحتني الحريه.... فرح الحريه
اعظم ما في الوجود ان ندرك معنى ذاتنا!
لم الملم من طفولتي الخائره سوى لساني المسجون في الصمت و امي العالقه بدمائها في عقده ربطته
كان طعم الدم على لساني نتنا تفوح منه رائحه الموت
عيناي تحدقان في الافق لا يجرحهما سؤال لا تتسولان عزاء كان فراغا سطا على كل شيء حولي و بي
هل كان بالمستطاع ان اسال ان اصرخ ان انبش الفجر الطالع لاعثر على اخي الضائع من يدي و على طفولتي الضائعه في ضباب تشرين و بلبله التهجير
و هل بين المئات المتجمهرين على مرفأ النفي من كان سيوقف هدير البحر ليسمع صراخي لو تسني لي النطق
كان كل شيء مدبر يوم توزعنا صغارا و كبارا على مرفأ الغربه ...ملامح النكبه على وجوهنا و في الحقائب المحشوه على عجل
صرت اسمع الصمت صراخا و بلبله
عندما جاءتني الكتابه كمخاض عسير لابد لي من تفجيره بسواده و اشواكه تحديت قوتي النفسيه لمواجهه ما حدث فعلا في ذلك اليوم
كان صوت في داخلي يحثني على الشجاعه و العزم ....احاول بدفع من لاوعيي ان الد ذاتي من ناره
وجدت في الكتابه ما كان ضائعا مني… ان الكتابه فعل حب... القلوب المملوئه بالحب ...تغدو اكثر سخاءا و عطاءا
لم احدس يومها بان الكتابه ستغدو اداه نضال و بحث عن الهويه الضائعه
لابد للانسان من مطارده احلامه للوصول الى غايته...لكل منا دربه في العثور على الهويه... بوسع الاراده ان تفوق المستحيل
رغم تمردي على الزمن الواقف و كفاحي اليومي لاكون في سباق مستمر مع فكري...ادركت ان الحب وحده قادر على تعريتي من القناع الصلب الذي اخفيت وراءه هشاشتي و عطبي
تذكري … بلدك يناديك...انت مسؤوله عنه....
سانتعل الحذاء و امشي في اتجاه هذه الارض التي جعلت من الموت انتصارا و من شهدائها ابطال حريه و سياده
لبنان ... احبك حتى الموت
لبنان فريسه عدوان جيرانه عليه يغتالونه يذلونه و يبقى شعبه متمردا على الصعاب مناضلا للحريه و لا يستكين
هذه الحراره التلقائيه النابعه من شعب محتل مضطهد مسلوب الاراده و الموارد و ما زال قادرا على العطاء و الحب و العناق
المئذنه و قبه الجرس بدتا لمخيلتي الخصبه في شبه عناق كريشه و محبره كما لو ان الواحده تغمس في مداد الاخرى لتكتب في السماء كلمه الله....
هناك في الطرف الاقصى من الاحزان نافذه مشرعه ...نافذه مضاءه....
منفيون كلنا في هذا الوطن!
-
Mohamed Khaled Sharif
رواية "أنتعل الغبار وأمشي" هي تجربتي الأولى مع الكاتبة اللبناينة "مي منسي"، ووصلت هذه الرواية إلى قائمة البوكر القصيرة لعام 2008.
ولكم كان لقاؤنا الأول مؤلماً، وجارحاً!
فبطلة الرواية "ماريا" البكماء، التي وجدت نفسها تُقتلع من أرضها، بعد مقتل أمها وهروب أبيها، وإختفاء أخيها أثناء رحلات الهجرة عبر البحر! لتجد نفسها ذات الأحد عشر عاماً بمفردها بمواجهة العالم، تخوض دروباً وحروباً بداخلها، فكيف ستنجو من هذا العالم المُقبض؟
بكل تأكيد بالكتابة!
تُدون "ماريا" كل ما تشعر به، وتراه، بلغة مُرهفة وشاعرية، تكاد تشعر أن الكاتبة تذوب بداخل دفترها، فتصبح هي الكلمات، والكلمات هي، تُشفق عليها بعد كل سطر، بعد كل مآسأة تتعرض لها، ولكن تعرضت لمآسي، قد تهد جبال، ولكنها ظلت واقفة، رُبما انهارت، ولكنها سرعان ما شمخت، تبحث عن معنى لكل هذا العبث والظلم، والقهر، والغُربة.
"كنت -للتكفير عن يُتمي وعن وجودي العليل في هذا الكون- أتلون بأقدار بطلات الروايات التي كنت ألتهمها بنهم لأسد بها جوعي إلى الحب، إلى الحنان، إلى المغامرة اليائسة الموشومة بالموت."
فكانت وظيفتها كصحافية تجعلها تتنقل في بقاع الأرض المُختلفة، التي يحدث فيها الحروب والظلم غالباً، لتكتب عنها، وعما تراه من دماء وقتل، ولم تكن تعلم أن أحد هذه الرصاصات الطائشة قد تصيب أحداً وتتوجع هي بدلاً منه! وفي الوقت التي ستشعر فيه أنه اعتادت العالم كما هو، تأقلمت على ظلمه، ووجدت فراغاً بسيطاً تستطيع أن تبتسم فيه، تجد العائد من الاختفاء يُزلزل كيانها بحقائق من الماضي، لم تكن تريد حتى أن تعرفها.
ختاماً..
رواية مؤلمة، وحزينة، ذات سرد مختلف من الكاتبة "مي منسي"، والذي بالتأكيد سيجذبك تعبيراتها وكلماتها، لولا أنني شعرت أن النهاية كانت ليست على نفس مستوى الأحداث، وأن بعض الشخصيات تظهر وتختفي على حسب الحاجة وليس على حسب أحداث الرواية، لنالت تقييم أعلى، ولكنها لا زالت بالنسبة لي رواية جميلة وتستحق أن تُقرأ.