تليت هذه المحاضرات في مطلع عام ١٩٤٨ للميلاد من قبل رجل عايش الأحداث السياسية المركبة والمتشابكة أو كان أقرب إليها زمانيا. يتتبع الفكرة القومية ونشوأها في الأمم الألمانية والفرنسية واليونانية والبلغارية والرومانية والتركية مع تبيان الفروق الجوهرية وتبيان مواطن الاختلاف، ثم يتوقف عند القومية العربية بمزيد من التفصيل.
١. يستعرض نظريتين في الفكرة القومية ، الأولى وهي الفرنسية (إرنست رينان) وتعرف بنظرية الإرادة و ترى الدافع لإنشاء الدولة القومية يكمن في الإرادة الجمعية لجماعة من الجماعات لتكوين دولة ، بينما تقوم النظرية الألمانية (فيخته) على وجود اللغة التاريخ المشتركين كضرورة لتكوين الجماعة للدولة القومية.
٢. يميل ساطع الحصري للنظرية الألمانية وعلى ضوئها يفسر نشوء القوميات البلقانية والتركية من رحم الامبراطورية العثمانية.
٣. لم ينادي المفكرون والسياسيون العرب بالقومية وبدولة عربية -بحسب الكاتب- إلا بعد تنكر الاتحاديين الأتراك لحقوق العرب وإقصائهم لهم عن المشهد السياسي بعد انقلاب الاتحاديين على السلطان عبد الحميد سنة ١٩٠٨.
٤. يرى أيضا أن التطور الطبيعي للأحداث يقتضي نشوء دولة عربية موحدة ويرى أن النزعة الإقليمية (القطرية) طارئة لن تلبث أن تزول.
