رواية جميلة، إستمتعت بها رغم بعض نقاط الضعف التي أنقصت تقييمي لها قليلا -تقييمي المضبوط لها ثلاث نجوم ونصف- إلا أنها كعمل أول مبشرة جدا، وتشي بموهبة حقيقية لكاتبها الذي يستحق التشجيع والمتابعة بالتأكيد، خاصة مع أسلوبه الأدبي المميز ولغته البليغة والسلسة.
شيء ما في هذه الرواية لمس روحي، ربما هو الصدق الواضح جدا المكتوبة به، وربما هو الألم
والحيرة الذان إنتقلا لي من بطليها، أو من بطلها وظله بمعنى اصح، وهو ما يقودني للنقاط التي أضعفت الرواية في رأيي.
أولها هو التقسيم السردي غير العادل بين سين البطل الرئيسي الذي إحتلت حكايته الجزء الأكبر من الرواية، وميم البطل الثانوي الذي كان يطل بحكايته على استحياء بين الفينة والأخرى، وهو ما جعل فكرة التقسيم غير مفهومة بالنسبة لي، وخاصة مع التماهي بين شخصيتيهما وتطابق أسلوب السرد عندهما، والرابطة الغامضة بينهما، والتي توقعت أن يفسرها الكاتب بشكل أوضح في الفصل الأخير وهو مالم يحدث للأسف.
نقطة الضعف الثانية تمثلت في انجراف الكاتب للاستغراق في سرد الأحاسيس الداخلية للأبطال وتأملاتهم، على ما كان فيها من جمال لغوي وبياني إلا أنها جاءت على حساب الأحداث، وأدت إلى خلق حالة من التشتت لدى القاريء مما أضعف ترابط البنيان الروائي ككل.
حاولت التطرق لموضوع الرواية نفسه فلم أستطع، هذه رواية تستعصي على الحكي والتلخيص، رواية تقرأ وتحس بما فيها من مشاعر وأفكار صادقة ومتضاربة.
تبقى نقطة متعلقة بعنوان الرواية نفسه الذي أعياني البحث عن معناه كثيرا بين جنباتها، لأدرك في النهاية أن ماجد شيحة هو نفسه هذا السلفي الذي كان يكتب الروايات سرا، فهذه الرواية لا يمكن أن تكتب من المحاولة الأولى، فتحية لهذا السلفي الذي خرج من قوقعته بموهبة حقيقية متفجرة، وبرؤية إنسانية شفيفة قادرة على الوصول إلى القلب، إلي الأمام يا ماجد وتمنياتي بالتوفيق في أعمال قادمة ترسخ أقدامك ككاتب متمكن وصادق ومختلف.
ملحوظة: شكر خاص للصديقة أمل الأصيل على مراجعتها الجميلة التي كانت سببا في قراءتي لهذه الرواية المميزة.