أجراس الخوف - هشام مشبال
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

أجراس الخوف

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

"كانت تجري في طريق مرتفع ومتصاعد كأنه سليم. ومن الجانبين صحراء بيضاء قاحلة... ترفرف بأجنحتها الخفيفة كفراشة يافعة... وفي الأفق البعيد شجرة خضراء ذات ظلال وارفة ووحيدة... ظلت تجري وتلهث والشجرة تقترب وتبتعد في آن... ظمآنة يتصبب العرق من جبينها وظفائرها... حلقها يابس وجاف.. لم تلتفت خلفها ولم تفكر في ماضيها... كان الحلم كبيراً والرغبة جامحة.. رفعت عينيها الى السماء.. شمس الحقيقة تسطع لأول مرة وتكشف خفايا النفوس الحائرة... الطريق الى الله يبدأ بالاعتراف.. وها أنذا أعترف أني أردت، حلمت، ولم أستطع.. لكني أريد ماء... ظمآنة والصحراء قاحلة مديدة... أريد أن أغتسل من جنون الدنيا وكذبها المنمق... أفاقت ليلى ظمآنة.. شعرت بثقل على صدرها وانقباض في عضلاتها. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة. أطلت من النافذة المشرعة... أصوات تأتيها من كل مكان... الشوارع تبدو مقفرة.. سيارات الأمن تخطو بجنون.. والهتافات تتصاعد.. فتحت الراديو.. موسيقى وبرامج للحمية... والدنيا هادئة تماماً.. أقفلته وعادت للنافذة ولدنياها الحقيقية ترتفع الأصوات كأنها سحابة تغسل المدينة بالأمطار.. ارتدت ملابسها وحملت حقيبتها وخرجت الى الدنيا. كانت الشوارع خالية كالصحراء. لكن سيارات الشرطة والدراجات النارية منتشرة بنير انتظام... خطت بسرعة الى الشارع الخلفي الذي يفضي الى ساحة "بلاثا بريمر" حيث الأصوات تأتي متلاحقة وجياشة كانت مريضة ومنهكة يلازمها شعور حاد بالدوار.. لكن الحماس الذي استيقظ فجأة هذا الصباح استدعى قواها الخائرة ومنحها طاقة لتأمل الوطن وهو يغلي. قطعت بعض الشوارع الصغيرة وكانت سيارات الأمن لا تتوقف عن الغليان والناس يهتفون وشعارات ترفع... شعارات أسهمت هي في كتابتها بخطها الجميل وأسلوبها المنمق.. عند نقطة واحدة توقفت... خارت قواها وجفت دماؤها.. بيد أن ثمة شعوراً بالسعادة الممتزجة بتفاهة الحياة غمرها وهي ترى النساء والرجال والشباب يهتفون بحناجرهم المجروحة.. شعرت ببرودة تسري في أقدامها وأناملها. عادت الى الشارع الخلفي واستقلت طاكسي الى الحي الجامعي.. الى غرفتها الصغيرة في الطريق البليلة كانت تتأمل الناس وهم تائهون في خطواتهم.. شاردون ومعلقون كثمار جفت عروقها. وكان ثمة شباب يقذفون بالحجارة وينتشرون في الطرقات.. يكسرون قمامات الزبالة وعلامات اشهارية لمحلات تجارية وواجهات البنوك.. قال السائق: هؤلاء مخربون.. يريدون الاصلاح وهم عين الفساد.. هذا الوطن اذا اشتعل فلن ينطفئ مدى الحياة.. لكن لين لم ترد عليه. سئمت الحديث عن الوطن والأحلام.. ضاعت في هواجسها وتمكن الرعب منها. كيف لها أن تتخلص من الأشباح التي تسكن خيالها؟ كيف لها أن تبدأ حياتها وسط هذا الجنون؟ اقتربت السيارة من الحي.. وبدأ الهلع يتربص بمشاعرها.. دبت في أوصالها رعشة قوية". هل ما زال هناك متسع من الأمل أمام مواطن أراد العيش بسلام في وطنه ومع نفسه... أم أن المتسع غدا اليوم للألم والخوف... الخوف الذي دقت أجراسه. سرديات يحاول الروائي من خلالها تصوير الواقع الذي يعيشه المواطن في المغرب يرسم شخصياته بدقة لكي يكون لكل منها دور في الكشف عن حالات انسانية لكل منها قصتها... والهم المشترك جميعاً واقع متأزم على صعيد الوطن.. واقع ينذر بالخطر الذي ما فتئت أجراسه تدق متزامنة مع وقع دقات أجراس الخوف على عائلة... على وطن... على انسان يحاول جاهداً أن يعيش... أن يعيش بسلام في وطنه... ومع نفسه.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
29 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية أجراس الخوف

    1