أمتعتني تفاصيل الكتاب حيناً وأرهقتني حيناً آخر
فتارة أحسه يسرد فقط لمجرد السرد وتارة أخرى يشرع في السرد فتراه ينتقل في ماضيه بشكل ممتع أتمنى معه أن لا ينتهي من استحضار هذا الماضي، وقد ذكرني في بعض الأحيان بسلمان رشدي وروايته "أطفال منتصف الليل" على لسان بطله الطفل سليم
لقد اعتمد الكاتب في هذه الرواية عل استحضار الماضي بما أسماه ب"تدخل الذاكرة اللاإردية" حيث يتم تحريك هذه الذاكرة بالتطابق بين إحساس حاضر وبين ذكرى أو بعبارة أخرى، أن تستثير الماضي الكامن في طعم الأشياء ورائحتها، لتعيش الماضي في الحاضر وهذا هو البحث عن الزمن المفقود
حسناً بالنسبة لي سأسمي هذا العمل ب "المذكرات اللاإرادية للكاتب" حيث عكست شخصية بطل الرواية شخصية بروست نفسه الذي بحث عن السعادة المطلقة في الأسرة ثم في الحب ثم في العالم فلم يجدها في واقعه فشرع يبحث عنها في الماضي خارج زمانه ويلقى الكاتب أخيراً زمانه في الفن
حسناً، لقد قلنا أن هذه الرواية هي مرشد للناس لاستذكار الماضي، لكن ماذا سيفيدنا هذا الاستذكار؟ أو بعبارة أخرى وماذا بعد الاستذكار؟
هذا ما أفسد الرواية إضافة إلى كثرة التفاصيل وهذان العاملان طغيا عغلى حسن أسلوب الكاتب في نقله اللغة المحكية والأجواء الخاصة بكل وقت