هذه ثاني قراءاتي لحمور زيادة ، بالطبع عند قراءة عمل ناجح في قيمة رواية شوق الدروايش تجعلني عند قراءة عمل آخر لزيادة أن ألجأ إلى المقارنة بين العملين حتى لو بشكل غير مقصود .
هناك فارق كبير بالطبع بين الروايتين ، ويظهر نمو براعة حمور زيادة بشكل كبير ف شوق الدروايش ولكن هذا لا ينفي إطلاقا أن الكونج رواية رائعة وإن كانت في حاجة إلى المزيد من التفاصيل والصفحات حيث أن 150 صفحة ف حضرة حمور زيادة لا تكفي !
الرواية بطلها الأساسي المكان وهى قرية يطلق عليها " الكونج " تتسم بالهدوء والرتابة والملل إلى أن يحدث شئ غير متوقع يغير من مجرى طبيعة الأحداث هناك حيث تتم عملية قتل ومن هنا تتكشف معالم تلك القرية وشخصياتها وحيواتهم للقارئ شيئاً فشيئاً وكأن تلك الحادثة هى الشرارة الأولى التي كان لا بد منها من أجل غربلة القرية وإيقاظها من سباتها الطويل والتي ستعود إليه ف النهاية مجدداً !
وصف حمور زيادة لكل ما يدور ف القرية وسرد ما يخص بالشخصيات حتى الثانوية منها هو شئ يحسب له بكل تأكيد خاصة وأن طريقته جاءت سلسة دون أي تعقيدات .
أنصح بتلك الرواية لمن لم يقرأ لحمور زيادة من قبل وبعدها يدخل إلى شوق الدروايش وبداخله من الكاتب السوداني ما يساعده على إدراك الإبداع والنمو الأدبي الكبير !
التقييم النهائي ما بين ثلاث و أربع نجوم نظراً لما ذكرته سلفاً من كون ذلك العمل في حاجة إلى المزيد من الإضافات حتى تكتمل براعته