نعاس
تلك الرواية الصغيرة التي كانت بداية تعارفي مع ذلك الكاتب موراكامي
ذكرني هذا الكاتب بالعبقري المجنون جوزية سارماجو الذي دائماً ما يطرح أفكار رواياته في اللاممكن والغير معقول
الرواية عن تلك المرأة التي أصيبت بحالة من الأرق
لا ،، هو ليس أرق
إذ أن حالتها وأعراضها ليس لها علاقة بما نعرفه عن الأرق وإنما نستطيع أن نسميها انقطاع النوم
بعيداً عن استحالة ذلك بيولوجياً ،، إلا أن الكاتب لا يقف عند تلك النقط الغير هامة وإنما يأخذك إلى ما هو أبعد من ذلك
ما فائدة النوم غير أنه مجرد إصلاح وراحة لعطب أجهزتنا وتفريغ لطاقتها وما تلاقيه في حياتها اليومية ؟
وما فائدة تلك الحياة أصلاً إذا كانت مجرد دائرة مفرغة وتكرار لروتين ممل يبدأ بالاستيقاظ من النوم وينتهي بالدخول فيه ؟
وهل النعاس حقاً هو عملية تجريبية لعملية أكبر هي الموت ؟
وهل سنجد في الموت الراحة حقاً التي ندعيها أم أنه أمل نتعلق به حتى نواجه قسوة الحياة وكيف نستطيع أن نجزم على أنه راحة ونحن لم نجرب ذاك الذي يدعو الموت بعد ؟
أكثر ما أرعبني هو عندما تحدثت البطلة عن كيفية أدائها حياتها وأعمالها وشئونها بشكل آلي مبرمج
فكرة مرعبة أن تصبح حياتنا من الروتين ومن الملل ما يجعلك تحفظ خطواتها وتخطيها دون أي شعور !!
الرعب أصلاً هو في غياب ذلك الشعور بالحياة
نادراً ما تكون بدايتي الأولى مع أي كاتب موفقة ،، ذلك أنني لا أتعلم ولا أكُف عن سذاجتي وتساهلي في اختيار العمل الأول الذي ابدأ به لكاتب ما ،، وعلى الرغم من تساهلي هذه المرة أيضاً في الاختيار
إلا أنها جاءت تجربة موفقة ومشجعة لولوج عالم موراكامي
:)))
****